تتعب الدول للحصول على التميز، والريادة في الطب، وذلك من خلال تأهيل، وتدريب، وتعليم الأطباء بميزانيات هائلة في المستشفيات التخصصية، والمعامل من أجل اكتشاف عقار، أو علاج لمرض معيَّن. وفي الأبحاث عموماً، وفي العلوم الطبيعية، والطب خاصة، يبدأ العلماء من حيث انتهى الآخرون، وليس من المنطق، والعقل العودة إلى نقطة البداية. نحن في زمن، ومجتمع، مع الأسف، ابتلي بمَنْ يُفتح له المجال في ممارسة أي شيء، وكل شيء في الطب بلا عقوبة، أو أي رادع!. ظهر علينا في مقطع فيديو، تم إخراجه بطريقة مهنية، شخص وضع قبل اسمه لقب «شيخ» ثم الاسم، وبعده «الكنية» ثم ذيَّل ذلك بالعبارة التالية «خبير في علاج فتحة الرأس التنسيم»!! وهذا التقسيم لا يختلف عن الطبيب الذي يضع حرف «د»، ثم الاسم، وبعده «اختصار الشهادة»، ويذيِّل ذلك بعبارة «استشاري المخ والأعصاب»!. هذا الرجل ادعى أنه يعالج الصداع، وأن الطب الحديث لم يكتشف العلاج، وأنه هو الوحيد الذي يعرف ذلك!. طبعاً هو «استشاري تنسيم» أمضى سنوات في كليات الطب، وحصل على الزمالة الأمريكية لذلك اكتشف العلاج! والعلاج معقد جداً، وأدواته نادرة الوجود، وهي عبارة عن قطعة قماش، وعصا «عجرا»، يلفها «القماش» على الرأس، ثم يعصرها عصراً، وقد جرَّب ذلك على فتى كان يعاني من الألم، وهو يعصر الجمجمة بطريقة مرعبة. أين وزارة الصحة ؟! أين جمعيات حقوق الإنسان ؟! للطب البديل أصول، وفنون تدرَّس في كليات الطب، وليس في الاستراحات!. أين وزارة الداخلية في متابعة مَنْ يمارس هذا العبث عبر نشر رقمه للعلن ؟!. إن مشاهدة المقطع مؤلم للعامة فما بالكم لو كان طبيباً استشارياً متخصصاً في أمراض الصداع والشقيقة ؟!. إذا لم يتوقف هذا الدجل فالأفضل أن نوقف دراسة الطب، وابتعاث الأطباء، ونحول المرضى إلى عيادات «استشاري التنسيم»!.