بولتون (المملكة المتحدة) - "الرياض" تعاني البريطانية "نيكول نيكولاس" البالغة من العمر 25 عاماً من حالة طبية غريبة ونادرة تسببت في حرمانها من تناول الطعام نهائياً منذ سبع سنوات تقريباً بعد إصابتها بشلل في عضلات المعدة. وكانت"نيكول" قد أصيبت في عام 2008 بالأنفلونزا عندما كان عمرها 18 سنة وأدت إصابتها في ذاك الوقت إلى تدهور صحتها تدريجياً واصبحت معدتها لا تتقبل أي طعام أو سوائل تتناولها. ولم يتوقف الأمر عند رفض المعدة للطعام بل كانت "نيكول" تتقيأ لأكثر من خمسين مرة في اليوم الواحد إذا ما تناولت أي طعام أو شراب. واعتقد الأطباء في بادىء الأمر أن علتها لا تعدو سوى أن تكون اضطراب التغذية ولكن استمرار الأمر معها جعلهم يكتشفون بعد العديد من الاختبارات والفحوصات أنها مصابة بمتلازمة "غاستروباريسيس" ويعني ذلك شلل فعلي في عضلات معدتها ولذا فهي غير قادرة على هضم وتصريف أي أطعمة أو مشروبات. ومنذ ذلك الحين والأم الشابة "نيكول" تتم تغذيتها وإمداد جسمها بما يحتاجه عن طريق الحقن الوريدية مباشرة –المغذيات- المحتوية على الجلوكوز والعناصر الأخرى الهامة لإبقائها على قيد الحياة كتعويض جزئي لانقطاعها عن تناول الطعام. وتقول "نيكول" عن حالتها الصحية أن الأطباء أخبروها أن حالتها ربما ستبقى على هذا الوضع طوال عمرها وربما لن تكون قادرة على تناول الطعام نهائياً وهو ما استمر لمدة سبع سنوات حتى الآن. غير أن"نيكول" تزوجت وأنجبت أطفالها وهي على هذه الحالة الصحية المرهقة. وبوزنها الذي لا يتجاوز 45 كلغم حالياً ترعى "نيكول" طفليها الصغيرين وتحاول التأقلم مع حياتها بشكل طبيعي ولكنها لا تزال تأمل في إيجاد علاج لحالتها الصحية المتمثلة أساساً في تلف ما يعرف بالعصب المبهم المسؤول عن تنظيم عمل جهازها الهضمي بالكامل وخصوصاً المعدة والأمعاء وهو ما لم يتم التوصل له حتى الآن. وتعود أسباب الإصابة بمثل هذه العلة الصحية الغريبة والنادرة إلى أسباب عديدة منها التسمم الغذائي وبعض المستويات المتقدمة من داء السكري أو مرض باركنسون -الشلل الرعاش- أو بعد جراحة طبية خاطئة أو أحياناً كمضاعفات سلبية ناتجة عن الإصابة بنزلة برد شديدة يتقياً فيها المصاب كثيراً مثل ما حصل مع "نيكول". ويقول زوجها "بين" أنها بالرغم من معاناتها إلا أنها تحاول القيام بواجباتها في رعاية طفليها "وليام" و"فليستي" وقد حاول الأطباء تجربة جهاز شبيه بمنظم ضربات القلب وتوصيله لمعدتها لتحفيزها على العمل إلا أن الأمر لم ينجح وهم على أمل إيجاد حل بديل يساعدها في حياتها.