مازلت أذكر قطتي تلك التي علّمتني يومًا أن الحياة وفاء ودين.. فقد كان لي قطة ولدت صغيرًا يُشبهها بطريقة لا تُصدَّق كأنه نسخة مطابقة منها.. والغريب والشاذ في تلك القطة أنها كانت تفتقر لغريزة الأمومة.. حتى أنها كانت تتحيَّن الفرصة لتأكله أو تهجره بينما كان ما يزال بائسًا وواهنًا يترنَّح من الخوف.. وهذا الأمر حيّرني حينها خصوصًا أنه ينافي لشميلة أي أم على وجه البسيطة.. الأمر الذي وضعني حينها ضمن معاناة وهي أن أعصم ذلك الصغير من أمه طيلة الوقت حتى يتولى نفسه بنفسه.. وحين بلغ أشدّه تعدَّى الأمر.. وأصبح كل يوم يقوم بضرب أمه بقسوة غريبة وافتراءً حتى بدون ذنب منها.. والغريب أنها كانت تتحمّل كل هذه القسوة بنظرات حزينة وبدون حول ولا قوة.. فهل كانت تعلم يا ترى في سرّها أنها تحصد ما زرعته؟ هل كانت تعلم أن الله قد قضى أن يبقى النصر دائمًا حليف الفطرة السليمة؟. وإن كانت قد علمت ليت نساءنا العربيات يعلمن.. أن الشعوب الفاشلة هي سليلة أمهات قد قصّرن بواجبهن أمام الله.. وأمام الوطن! وطوبى لشاعرنا الذي قال: (الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبًا طيب الأعراق)! ***** من أيام قليلة شهدنا احتفال الإعلام باليوم العالمي للمرأة.. معددين عشرات الأسباب التي تجعلنا نحتفل بها عالميًا.. وقد وضعوا صورًا كثيرة لنساء قد اخترقن بزعمهم عالم الرجل.. فقد كان هناك قائدة الطيارة الحربية.. ومتسلقة قمم الجبال.. والمخرجة السينمائية.. وسائقة التاكسي.. وشرطية المرور.. و... و... وكثير من الصور والحالات اشتهيت معها أن أرى صورة واحدة لأم قد تحدَّت ظروف العيش وقسوة الرجل ورفضت الطلاق حتى ينجو أبناؤها من التشرَّد النفسي.. فالمرأة الصالحة من وجهة نظري المتواضعة هي مرمى الشباك.. والمرأة العربية باتت حارساً فاشلاً بعد أن سجّلت كل الكوارث في مرمى هذا الوطن. ابتداءً بالكراهية والجهل والتخلف الذي كشف لثامها الربيع العربي عن أبنائها.. مرورًا برجال داعش.. وتزايد أعداد المرتشين.. وجيل المحشِّشين.. والشواذ والسحاقيات.. والخونة.. وكل بلاوي شعوبنا بدون استثناء! كل هؤلاء بنظري أهداف قد أضاعتها الأم، بينما كان الوطن يحاول تعزيز مكانته أمام الشعوب.. فسجلت به الشعوب أهدافها..! ***** أيها العربي إن أردت أن تعرف انحدار أخلاقك وانهيارك أمام الشعوب حاسب أمك قبل أبيك.. أمك.. ثم أمك.. ثم أمك.. ثم أبيك! albatuol21@hotmail.com