×
محافظة مكة المكرمة

«رعاية الشباب» تعلن غداً التشكيل الجديد لإدارات الاتحادات الرياضية

صورة الخبر

في العقدين الأخيرين تضاعف الاهتمام في مختلف دول العالم، ولا سيما بعد تفكك المعسكر الاشتراكي وانهيار مؤسساته، بمسألة حقوق الإنسان وحرياته الأساسية، فعقدت المؤتمرات والندوات، ووضعت المؤلفات والدراسات، وأبرمت المواثيق والاتفاقيات الدولية والإقليمية لمعالجة مختلف الجوانب والأوضاع والتطورات المتعلقة بهذه المسألة وتم تأسيس اللجان والهيئات الحقوقية في كثير من دول العالم تماشيا مع الأوضاع المستجدة التي فرضتها على الساحة الدولية.. ولعل انعقاد مؤتمر حقوق الإنسان في مكة المكرمة وما سبقه من مؤتمرات أخرى، وتأسيس هيئة حقوق الإنسان والجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في بلادنا يعتبر مؤشر خير للانطلاقة بالاهتمام في هذا المجال، الذي أصبح ضرورة حياتية لكل مواطن، لكي يعرف حقوقه وواجباته تجاه وطنه. إن هذا الاهتمام من قبل دول العالم يعود إلى أسباب عدة أهمها: 1) إن حقوق الإنسان لم تعد كما كانت في الماضي مسألة فردية تعالج في نطاق القوانين والأنظمة الداخلية، بل أصبحت اليوم قضية عالمية وإنسانية تهم كل إنسان وتهتم بكل إنسان. 2) إن انتهاكات حقوق الإنسان تؤثر سلبا على النظام الاقتصادي والعالمي وتؤدي إلى تعكر صفو العلاقات الدولية، فكل انتهاك لهذه الحقوق يؤثر على حرية التنقل والعمل والإقامة في عالم تحكمه ثورة الاتصالات يسفر عن عرقلة عمليات التبادل التجاري والنقل الدولي والسياحة الدولية وغيرها، كما نشاهد حاليا في كثير من الدول التي تشهد حروبا مدمرة وقلاقل واضطرابات أمنية. 3) انتهاك حقوق الإنسان في مجمع ما يؤدي إلى إضعاف القدرة على الإبداع والابتكار عند الأفراد. 4) إن عظمة الدولة أو رفعتها تقاس اليوم بمدى احترامها هذه الحقوق والتزامها بها وتوفير الضمانات القانونية والعملية لها. 5) في ظل الفوضى العارمة والحروب الأهلية المنتشرة في دول العالم، التي يبررها القائمون عليها بأن سبب هذه الحروب والفوضى هو ضياع الحقوق «التي أوصلتنا إلى مانحن عليه» وأن العلاج الشافي لا يكون إلا بالعودة إلى هذه الحقوق والتمسك بها. ولعل تصريح الدكتور عبدالله التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي في مؤتمر حقوق الإنسان المنعقد في مكة المكرمة، الذي أكد أن من أسباب ضعف الأمة هو ابتلاء بعض مجتمعاتها بالتطرف والغلو، لافتا أنه على المستوى الدولي يبدو التقصير في الشمولية والعدالة بتطبيق هذه الحقوق والكيل بمكيالين مختلفين إيثارا لاعتبارات من المصالح والتعصب الديني والحضاري. هذه الأسباب وغيرها هي التي تجعل العالم يوجه عناية خاصة إلى حقوق الإنسان ويدخلها في برامج التدريب والمعاهد والجامعات، وهذا ما سنراه في القريب العاجل في مدارسنا وجامعاتنا من تدريس هذه المناهج المختصة بحقوق الإنسان والتأكيد عليها حسب تصريح المسؤولين في وزارة التربية والتعليم.