(إفي): نجا ريال مدريد الإسباني أمس الثلاثاء من كابوس ألماني جديد كاد يطيح به من ثمن نهائي دوري الأبطال الأوروبي بعد أن تعرض للخسارة من شالكة بنتيجة 4-3 وكان على بعد هدف واحد من توديع المسابقة التي يحمل لقبها من قلب معقله سانتياجو برنابيو. وتأتي هذه الهزيمة قبل وقت قليل للغاية من مباراة الكلاسيكو مع برشلونة في 22 من الشهر الجاري على ملعب كامب وفي وقت يمر خلاله البرسا الذي أصبح متصدرا لليجا بفارق نقطة بواحدة من أفضل فتراته منذ بداية الموسم. وكان برشلونة بدأ منذ رحيل مدربه الإسباني بيب جوارديولا وحتى قدوم لويس إنريكي في فترة من التراجع الذي كان في البداية غير ملحوظ حتى أصبح مكشوفا للجميع الموسم الماضي تحت قيادة الأرجنتيني خيراردو تاتا مارتينو. ويعد السبب الرئيسي وراء ذلك هو أن أوراق أسلوب النادي الكتالوني الذي حصد به الكثير من الألقاب ابان حقبة جوارديولا باتت مكشوفة للجميع، أو بمعنى آخر الـتيكي تاكا أصبحت محفوظة واذا ما تم تأهيل الخصم بالطريقة المناسبة للتعامل معها قد ينجح في الخروج بفوز أو تعادل على الأقل. مع قدوم إنريكي تغير الأمر، صحيح انه في البداية كان محل الكثير من الانتقادات من قبل الصحافة بسبب الخلافات والمشاكل المفترضة مع الأرجنتيني ليونيل ميسي وفي ظل فترة غليان داخل النادي بسبب عقوبات (فيفا) واقالة المدير الرياضي اندوني زوبيزاريتا والشك في أهمية بعض الصفقات، ولكن الأمور الآن أصبحت مختلفة. في الوقت الحالي أصبح برشلونة لا يعتمد فقط على الاستحواذ، الذي كان ابان فترة مارتينو سلبيا بصورة كبيرة، بل أصبح للفريق جمل متنوعة تعتمد على اللعب المباشر والمرتدات.. التغيرات التي أدخلها انريكي لم تفقد النادي الكتالوني روحه أو فلسفته الأساسية في اللعب ومنحته الكثير من الخيارات. كانت هذه الخطيئة الكبرى التي وقع فيها البرسا: الاعتماد المتشدد والأصولي على فلسفته الكروية دون محاولة التجديد وعمل انريكي على تصحيحها.. لا يمكن القول أن مدرب برشلونة عبقري فالموسم لا يزال طويلا ولم يحسم أي لقب بعد ولكن يحسب له تصحيح هذه النقطة، بجانب اعتماده ،الذي وصفه البعض بالمبالغ فيه، على سياسية التناوب. سياسة التناوب والتبديلات وعدم الثبات على تشكيل واحد منذ تولي إنريكي مهمة تدريب الفريق مطلع هذا الموسم كانت محل انتقادات كثيرة، ولكن مع اقتراب الموسم من مراحله الحاسمة، بات ظاهرا أن خيارات البرسا في مدى جاهزية اللاعبين أكبر. على الجانب الآخر يظهر الإيطالي كارلو أنشيلوتي في الصورة، مدرب الريال الذي قاده الموسم الماضي للقب دوري الأبطال العاشر الذي كان يحلم به عشاق الملكي منذ زمن وحقق معه في النصف الأول منذ هذا الموسم الكثير من الانجازات. تغيرت الأمور كثيرا مع بداية 2015.. من تعادل لهزيمة لفوز غير مقنع لانخفاض في المستوى مرورا بانتقادات مبررة وغير مبررة، ولكن الشيء الملفت للنظر أن أنشيلوتي كرر أكثر من مرة، تحديدا خلال هذا الشهر عبارات مثل تلك التي كانت تخرج من القلعة الكتالونية سابقا ومنها إن طريقة لعب الريال لن تتغير والثلاثي الهجومي لا يمكن المساس به. كان اهم ما ميز ريال الموسم الماضي وريال 2014 هو قدرة الفريق على التأقلم والارتجال وهو ما يبدو غائبا في الوقت الحالي عن فكر أنشيلوتي، فهو مصر على 4-3-3 لايمانه بقوة ثلاثي الـبي بي سي أو بنزيمة وبيل وكريستيانو رونالدو. لا يجب اغفال أن هذا الثلاثي حينما كان في أوج قوته لم يفعل هذا الأمر وحده بل كان مستندا على سبيل المثال على وجود صانع ألعاب مثل الكولومبي جيمس رودريجز المصاب وثنائي رهيب في محور الارتكاز مكون من الكرواتي لوكا مودريتش، الذي عاد أمس فقط من الاصابة، والألماني توني كروس. خلال الفترة الأخيرة ظل أنشيلوتي متمسكا بفكرة 4-3-3 والتي أرهقت الفريق أكثر من افادته لأن اختيارات أنشيلوتي لتعويض الغيابات بأسماء مثل إيسكو أو اياراميندي أو الوافد الجديد لوكاس سيلفا وحتى استمرار كروس في مركزه المتأخر لم تخدم ثلاثي الـبي بي سي نتيجة لتراجع عدد الفرص التي خلقت لهم. بعيدا عن التشبث بهذه الفلسفة وعدم الارتجال كما فعل أنشيلوتي سابقا، فإن بعض القرارات الخاطئة للإيطالي تسببت في ترك المكسيكي خابيير هيرنانديز تشيتشاريتو على مقعد البدلاء والاعتماد الدائم على بنزيمة، الكسول بطبعه. كان السبب وراء صفقة تشيتشاريتو هو وجود مهاجم يحفز بنزيمة على العمل ويجعله يدرك ان مركزه مهدد في أي لحظة، نجحت الخطة في البداية وتألق بنزيمة ولكن نسيان أنشيلوتي للمكسيكي جعل الديك الفرنسي يعود للتراخي بعض الشيء. وبنفس الطريقة لا يمكن نسيان حراسة المرمى، فإيكر كاسياس ارتكب الكثير والكثير من الأخطاء هذا الموسم، وليس من بداية 2015 فقط، دون اعطاء فرصة حقيقية للكوستاريكي كيلور نافاس صديق الدكة في ظل الحصانة غير المبررة كرويا للـقديس. على أي حال فلا يوجد شيء محسوم في الموسم حتى الآن ويدرك الجميع أن كرة القدم تتغير بسرعة، فأمام الريال مواجهة ليفانتي قبل موقعة الكلاسيكو.. كل شيء قابل للحدوث شريطة ان يتخذ أنشيلوتي القرار المناسب الحقيقي، وإلا فإن النهاية ستكون سيئة كما قال بلسانه.(إفي).