احتشد كوريون جنوبيون محافظون، اليوم (الثلاثاء)، احتجاجا على هجوم بسكين تعرض له السفير الأميركي مارك ليبرت قبل خمسة أيام، وقالوا لدى خروجه من المستشفى إنهم يأملون في تحالف قوي بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. وأصيب ليبرت بجروح غائرة في الوجه والمعصم تطلبت تدخلا جراحيا شمل 80 غرزة بالوجه، بعد أن طعنه كوري جنوبي بسكين فاكهة صغيرة في وجهه أثناء حضوره ندوة يوم الخميس الماضي في سيول. وقدرت الشرطة عدد المحتشدين اليوم بنحو 1500 شخص. وحمل المتظاهرون العلمين الاميركي والكوري الجنوبي، مرددين هتافات تدين "الارهاب"، وتطالب بالقضاء على أتباع كوريا الشمالية. وقال كيم كيونغ دوغ أحد المشاركين في الحشد "نحن هنا اليوم لادانة العمل المروع الذي تعرض له السفير الاميركي لدى كوريا الجنوبية. ويشارك نحو خمسة آلاف شخص من منظمات المجتمع المدني من مختلف أرجاء البلاد في الحشد اليوم. أدعو بالشفاء العاجل للسفير الاميركي لدى كوريا الجنوبية، وآمل أن يزداد التحالف الاميركي الكوري الجنوبي قوة بعد هذه الواقعة". وكان المهاجم يرتدي اللباس الكوري التقليدي وصاح قائلا وهو يهم بالهجوم على ليبرت، إنه يجب إعادة توحيد الكوريتين. وصاح أيضا أنه يعارض "تدريبات الحرب"؛ في اشارة إلى تدريبات عسكرية سنوية مشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بدأت هذا الاسبوع. وغادر السفير الاميركي لدى كوريا الجنوبية مارك ليبرت اليوم، المستشفى حيث كان يعالج اثر تعرضه لاعتداء بالطعن من قبل ناشط قومي الاسبوع الماضي في عاصمة كوريا الجنوبية. وقد تعرض ليبرت المقرب من الرئيس الاميركي باراك اوباما، والمسؤول السابق عن الدائرة الآسيوية في وزارة الدفاع الأميركية، لاعتداء في 5 مارس (آذار)، بينما كان يشارك في اجتماع في سيول. وأعرب ليبرت الذي اجريت له عملية جراحية لمعالجة جروح عميقة في وجهه ويديه، عن "يقينه بثبات العلاقة الراسخة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية"، مؤكدا استمرار "تعلقه" بهذا البلد. وقال في تصريح صحافي لدى خروجه من المستشفى، وقد غطى الضماد جزءا من وجهه "لا أشعر بأي ألم". ووصف ليبرت (42 سنة) الاعتداء بأنه حادث "مخيف" تطلبت معالجته 80 قطبة؛ لكن ضابط الاحتياط في البحرية الاميركية والموظف السابق للاستخبارات في العراق، أعرب عن سعادته لبقائه على قيد الحياة. وأضاف ليبرت "أمشي، اتحدث، أستطيع أن احمل طفلي وأغمر زوجتي، لذا فأنا بخير وعلى ما يرام"، موضحا أنه سيستأنف عمله "في اقرب وقت ممكن". وقد وجهت إلى المعتدي رسميا تهمة محاولة القتل، على الرغم من نفيه أنه لم يكن يريد التعرض لحياة هذا الدبلوماسي. وحكم على كيم كي-غونغ (55 سنة) في 2010 مع وقف النفاذ بتهمة رمي حجر على السفير الياباني. والمعلومات التي بدأت تنتشر عن شخصية كيم كي-غونغ تحمل على القول إنه شخص منعزل وقومي متشدد مقتنع بأن واشنطن هي إحدى أبرز العقبات التي تحول دون إعادة توحيد شبه الجزيرة الكورية. وزار كيم كي-جونغ أكثر من 6 مرات كوريا الشمالية بين 2006 و2007 ، وحاول أن يقيم في سيول نصبا تذكاريا لكيم غونغ-ايل بعد وفاة الزعيم الكوري الشمالي في 2011. ونفت كوريا الشمالية التي اعتبرت الاعتداء "عقابا عادلا" تورطها فيه. وقال كيم إنه هاجم السفير الاميركي للاحتجاج على المناورات العسكرية السنوية بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة التي بدأت لتوها. وتثير هذه المناورات الواسعة النطاق ردود فعل عنيفة في كوريا الشمالية. ويتمركز حوالى 30 ألف جندي أميركي بصورة دائمة في كوريا الجنوبية، وستتولى الولايات المتحدة القيادة العملية في حال اندلاع نزاع مع كوريا الشمالية.