شقت قوات الأمن العراقية ومقاتلون شيعة طريقهم ودخلوا مدينة تكريت أمس، مسقط رأس صدام حسين، من الشمال والجنوب في أكبر هجوم مضاد لهم حتى الآن ضد مقاتلي تنظيم داعش. وقال محافظ صلاح الدين إن الجيش والمقاتلين الشيعة استولوا على جزء من حي القادسية الشمالي، في حين قالت قوات الأمن إن قوة أخرى حققت تقدما سريعا من الجنوب باتجاه وسط المدينة الواقعة على نهر دجلة. وقال مسؤول في المركز الرئيسي لقيادة العملية العسكرية: «دخلت القوات مستشفى تكريت العام». وأضاف: «يدور قتال عنيف قرب القصور الرئاسية بجوار مجمع المستشفى»، حسبما أفادت وكالة «رويترز». وأعلن مكتب رائد الجبوري، محافظ صلاح الدين، «تطهير» نصف حي القادسية، أكبر أحياء تكريت. وقال مسؤولو أمن إن جنود الجيش والمقاتلين الشيعة رفعوا العلم الوطني فوق مستشفى عسكري في جزء من القادسية استعادوه من المتطرفين. وقال المسؤول الأمني إن القوات البرية أوقفت تقدمها في حين هاجمت طائرات هليكوبتر قناصة ومواقع «داعش»، ثم واصلوا التقدم ليسيطروا على «شارع كل نصف ساعة»، وأضاف أن قتالا عنيفا يدور حول مقر شرطة تكريت إلى الجنوب مباشرة من القادسية. وذكر أنه باتجاه الشمال الغربي تشتبك القوات ومقاتلو الحشد الشعبي مع مسلحي «داعش» في المنطقة الصناعية بالمدينة. من ناحية ثانية، شن «داعش» أمس هجوما هو «الأشد» في الرمادي، شمل تفجير عربات مفخخة وإطلاق قذائف «هاون»، بحسب مصادر في الشرطة ومسؤول محلي. وقال الرائد في الشرطة مصطفى سمير: «بدأ تنظيم داعش عند الساعة السابعة هجوما بسبع عجلات عسكرية من طراز (هامر) مفخخة يقودها انتحاريون في مدينة الرمادي». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المصدر أن الهجمات استهدفت مناطق الحوز والملعب (جنوب) وطوي والبو فراج (شمال) والبو عيثة (شرق) وتلتها اشتباكات بين القوات الأمنية وأبناء العشائر من جهة، وعناصر التنظيم من جهة أخرى. وأدت التفجيرات إلى مقتل 10 عناصر على الأقل من القوات الأمنية، وإصابة 30 شخصا بينهم مدنيون جراء سقوط قذائف الهاون، بحسب مصادر في الشرطة ومستشفى الرمادي. وتداولت حسابات مؤيدة للتنظيم المتطرف على موقع «تويتر» أن انتحاريين من كل من بلجيكا وسوريا والقوقاز، كانوا من بين المهاجمين. ويسيطر التنظيم على أطراف الرمادي من الجهات الأربع، بينما تسيطر القوات الأمنية وأبناء العشائر على مركز المدينة، وضمنه مجمع المباني الحكومية الذي استهدف أمس بقذائف الهاون. وقال محافظ الأنبار، صهيب الراوي، عبر حسابه على «تويتر» إن ما حصل هو «أشد هجمة إرهابية يقوم بها تنظيم داعش الإرهابي» ضد الرمادي. وأكد أن «قواتنا الأمنية الباسلة كانت لهم بالمرصاد وعلى درجة كبيرة من الاستعداد وبفضل المعلومات الاستخباراتية التي كانت لديهم». وأشار إلى أن «المبادرة هي بيد قواتنا الأمنية وأبناء العشائر»، معتبرا أن ما جرى أمس «هو نصر أكيد للأنبار». ورغم الضربات الجوية للتحالف الدولي، فإن التنظيم وسع في الأشهر الماضية سيطرته في الأنبار، كبرى محافظات العراق التي تتشارك حدودا طويلة مع سوريا والأردن والسعودية.