تحدثنا عن الرياضة في المدارس والأندية النسائية كقضية تقع ضمن قائمة المحظورات الاجتماعية، ويضاف إليها على سبيل المثال قيادة المرأة السيارة، والسينما، وابتعاث المرأة، وقيد المحرم وغير ذلك، وكل ما تواجهه هذه المسائل من التعقيدات يقف خلفها جماعة الرافضين الذين لا يجدون لأصواتهم أهمية سوى في ممارسة الرفض، عندما يرون أن تنظيم السلوك الإنساني في مجتمعنا لا يكون صحيحا إلا حين يقع تحت إدارتهم وإشرافهم! الذين يسعون إلى أن تكون حياتنا هي الأصعب، هم الذين يبحثون عن تعاسة الآخرين ويتلذذون بها، وهناك قاعدة تقول: "كلما تطور فكر الإنسان كلما كان أبعد عن العدوانية والسلبية، وأصبح سلوكه أكثر إيجابية، وأكثر تطورا وعطاء في تقديم العون، وكلما تحجر تفكيره كلما كان سلوكه سلبيا ونمطيا تسيطر عليه الوساوس والمخاوف، ثم يصبح أكثر سعيا لما يعقد حياة الآخرين". قد يمارس الرفض الاجتماعي على أساس فردي أو عن طريق مجموعة من الناس، وهو في أصله كممارسة اجتماعية ينتج عن الشعور بالتجاهل والاستبعاد من أي علاقات أو تفاعل اجتماعي، ولأسباب اجتماعية أيضا قد يضع الفرد نفسه فيها، أو قد تفرض عليه قسرا، فكل من يطوق نفسه بكتلة من الحواجز والقيود، فإنه لا يجد الشعور بالأمان إلا في إطارها، وبالتالي فهو يريد حصار الآخرين معه في نفس المنطقة، ويريد منهم أن يكونوا مثله، وهذا القالب يفرض على صاحبه ممارسة الرفض إزاء كل صغيرة وكبيرة، والحالة ناتجة عن شعوره الحقيقي بالاستبعاد والعجز في تكوين رأيه الخاص، وحينها يصبح الرفض وسيلته في التعبير عن أهمية ذاته، حين يفقد قيمة البحث عن الدور والعمل الإيجابي. الرفض يعد جزءا لا يتجزأ من أساليب الحياة الاجتماعية، إلا أنه سيصبح مشكلة إذا طال مداه وتشعب وأخذ شكلا من أشكال الأنانية الخالية من القيم ومعاني التحضر، وقد يتسبب في إيجاد حالات من العزلة الاجتماعية، ويخلف بعض الآثار النفسية السلبية كالعدوان وتدني احترام الذات، هذا على الرغم من أن معظم القضايا المطروحة على طاولة المصلحة العامة تأتي كخيار وليست إلزامية، بمعنى أن من حق الشخص أن يبدي رأيه ولكن ليس من حقه أن يروج لرأيه كدعاية في رفض أمر لم يفرض عليه، ولا يضره بالضرورة، وقد ينتفع منه الآخرون.