×
محافظة المنطقة الشرقية

وكيل محافظة الأحساء يفتتح ملتقى «نسايم الخير» الثالث

صورة الخبر

الأزمات المالية سببها "السيولة" وحلها ايضا من ادواتها " السيولة " وحين نمعن النظر بالأزمات الاقتصادية العالمية، فهي نتجية الإفراط في الإقراض، وهذا يعني استمرار الضخ المالي الذي يرفع من وتيرة الطلب على السلع والخدمات ويرفع سعرها، فالمعروف انه لا نمو بلا تضخم وارتفاع الاسعار والعلاقة هنا طردية، وهذا ما يضع كثيرا من الاقتصاديين في حالة قلق من الافراط في الإقراض والضخ المالي، ولكن البيوت المالية والمصارف يهمها كيف ترفع من ربحيتها ولن يأتي هذا إلا بالاقراض وإعادة الاقراض، وحين تسيطر السيولة " التمويلية " أيا كان مصدرها تصبح السوق في حالة انتعاش ونمو " بقروض "مما يزيد من حالة الطلب اكثر واكثر، ولكن السؤال هنا حين يتدافع الجميع لطلب القروض لكي يرفع من مستوى الدخل أو التوسع في مشروعة، او ايا كانت المبررات، فهل هو يدرك كم مستوى الطلب الموازي لهذا الاقتراض؟ أو يستطيع تقديره؟ او فهم واستيعاب شروط الاقراض التي غالبا ما تكون قاسية وصعبة وضمانات عالية للمقرض ضد المقترض؟؟ الغالب أن المقترض لا يكثرث كثيرا عن ماهي تبعات عدم السداد أو التأخر. حين نضع الصين كمثال وهي اقتصاد الثاني عالميا، ودول الاتحاد الأوروبي وحتى الولايات المتحدة، انها مرت بحالة "الأفراط " في الاقراض والتمويل، في الصين سجل أدنى فترة نمو له في 13 عاماً، عند 7.8%، أما في الربع الأول من العام الحالي، فنما الاقتصاد الصيني ب7.7%، مخيباً لكل توقعات الاقتصاديين، وهذا اتى بعد مرور زمن ليس بالطويل كدورة اقتصادية وهي تقريبا 5 سنوات والدورات غالبا هي بين 7 و 8 سنوات، ولكن الصين الان تعاني، وان ضخت سيولة فهذا يعني انها سترفع التضخم وهي تحتاد النمو بما لا يقل عن 10% وهي غالبا لفترة عقد من الزمان واكثر وصلت لمستويات 12% أو اكثر، لكي يمكن لها أن تحقق أهدافها. فماذا ستفعل الان ؟؟ الحل أو الحلول معقدة ولن تكون سهلة رغم القدرة المالية للصين، ولكن قد يكون الحل الأول أن تترك "بعض" البنوك تواجه مصيرها حتى وان أفلست، وأن تبطىء من وتيرة الضخ المالي او حتى توقفه لفترة زمنية، لكي تعود الأمور إلى نصابها. لعل الأفضل في الاقتصاديات هو النمو وهذا مطلب لأنها المولد الأول لفرص العمل، ولكن ان تنمو ببطء ولفترة زمنية طويلة خير من النمو السريع ثم التراجع الأسرع الذي قد يؤدي إلى بطالة وإفلاس، وخلق أزمة مالية جديدة، كما حدث في الولايات المتحدة وبوادرها في افق الصين الان. الحل لا يأتي بقدر ما تضح بقدر ما سوف ينتج عنه ويضيف مستقبلا.