أجمل ما في موقع مشاركة الفيديو الشهير "يوتيوب"، أنه فتح المجال المشاركاتي والتفاعلي على أوسع نطاق، وبالذات فيما يخص المجال الغنائي والتطريبي. على هذه البقعة الحمراء الواسعة، والمسماة "يوتيوب"، لم يعد هناك حاجة للفنان أن يشحذ ذاكرته الاجتماعية للحصول على واسطة في شركة إنتاج فني تستقبل صوته. الأمر مختلف جدا، في عالم "يوتيوب" الغنائي، فالفنان الذي يجد في نفسه موهبة الغناء ويملك خامة صوت جيدة، ويرى أنه يؤدي بإحساس مقبول إلى حد كبير، فمسألة دخوله عالم الغناء من أبسط ما يمكن، ولا يتعدى أكثر من التصوير والتسجيل بواسطة جواله الخاص، ومن ثم الضغط على أيقونة "مشاركة فيديو"، ليجد صوته بلغ عشرات الألوف من المتلقين. في ظل شجرة "يوتيوب" الحمراء الوارفة هذه، تميزت أصوات غنائية يتقاطر إلى حساباتها الخاصة آلاف المستمعين، الذين لديهم ملكة إبداع حقيقي، ومن بينهم الفنان الأردني الشاب والمميز صوتا وإحساسا خليل طفيحات، وهو نموذج واضح لكل ما قلته في الأعلى. أفضل ما في نجوم الـ"يوتيوب" الحقيقيين، من أمثال طفيحات، أنهم بنوا جسرا من الفن ولا غير، مع محبيهم، وأجمل ما في طليحات نفسه، أنه ممن يغنون من أسفل الحنجرة، غناء يستدرج العصافير من أشجارها لتبادله الشجو والطرب دون منّة من أحد.