تعود الذاكرة بكبار السن إلى بيرق استقبال الحاج لدى عودته الى منزله بعد قضائه فريضة الحج، فيزيد الحنين إلى الأيام الخوالي وهم يرون حجم التحولات الكبيرة التي حدثت في الاعوام الاخيرة. عدد من الأهالي يستعيدون ذكرى البيرق الذي كان يعلق فوق سطح منزل الحاج وهو عبارة عن قطعة قماش خضراء اللون ترمز إلى فراغ الحاج من شعيرته ليتهافت الأهل والأصدقاء والجيران إلى منزله للسلام عليه وقضاء فترات طويلة معه يتسامرون ويتناولون أطراف الحديث عن رحلة الحج. حيث يقول المواطن احمد عبدالله، إن مشهد وضع البيرق فوق سطح منزل الحاج قد اختفى منذ فترة طويلة وأصبح ذلك المشهد الرائع من صفحات الماضي والنسيان، حيث كان يرمز الى عودة صاحب البيت من الحج فيتهافت عليه الناس من كل صوب لتهنئته بعودته سالما من الحج. فيما يتحدث المواطن محمد جابر، 60 عاما، عن رحلته للحج قبل أكثر من 20 عاما، قائلا أديت فريضة الحج وعند عودتي إلى منزلي وضع أفراد أسرتي بيرقا فوق المنزل من بداية صباح يوم عيد الأضحى، فامتلأ البيت بالأهازيج وأصوات الأسلحة النارية التي تطلق الرصاص احتفاء بعودة الحاج، مستدركا بحسرة، كل ذلك اندثر خلال الأعوام السابقة، فأصبح الحاج يقوم برحلة الحج ويعود دون علم أقاربه. ويتحسر هادي الكادومي على افتقاد هذا المشهد الرائع الذي كان يزين منزل الحجيج، كما أنه كان دعوة لالتقاء الأهل والأقارب ونشر الود والحب بين أفراد المجتمع، مؤكدا أن بعض المنازل التي تسكن في القرى النائية ما زالت تحتفظ بذلك البيرق حيث يتم وضعه فوق المنازل القديمة مثل العشة التي تشتهر بها منطقة جازان.