توفي منذ أشهر الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم (1939-2014) الذي صدر له أول مرة ديوان "مواكب الشمس" (1958) من الناصرة، وتوزّعت أعمال سميح القاسم ما بينَ الشعر والنثر والمسرحية والرواية والبحث والترجمة. طبعت معظم أعماله ما بين الناصرة وعكا وحيفا والقدس بينما طبع خارج فلسطين أول ديوان في بيروت "سقوط الأقنعة" (1969). إذ عرفت أشعاره في حناجر خليجية في الربع الأخير من القرن العشرين. هذه الحلقة الخامسة عشرة. استلزم الحوار الشعري أسئلة تعتيباً للبداية ثم سرداً متناوباً عن الخراب بانفراد لرجاء عن الصدمة والوجع ولخالد عن المرارة والألم كما ذكرت، ومن ثم يتحد الصوتان للتعبير عن الأمل ولو ضعيفاً. تجلى ذلك في جملة شعرية بسيطة: " كَيْ تَكْمَلَ الهَدِيَّة وَرْدٌ وَمَزْهَرِيَّة..!" وقبلها تنفرد رجاء بلمليح بمقطع خاص يجلي صوتها في أعتى حالاته الأدائية عن الصدمة والوجع: "رجاء: رأيتُ بنْتَ عَمِّكْ في طَاقَةٍ حَزينة تبوحُ لِلْمَدِينة بهَمِّهَا وهَمِّكْ رأيتُ في الشَّوارِعْ ليلاً مِنَ العُيُونْ وإخْوَةً يَبْكُونْ وألْفَ طِفْلٍ ضائِعْ رأيتُ في المَدَاخِنْ عُصْفُوْرَةً جَريْحَة وطِفْلَةً كَسيْحَةْ تبْكِي علَى المَآذِنْ..!" وأما المقطع الخاص بخالد فهو أظهر قوة التعبير في النبر والوقف والجهارة منوعاً حالة المرارة والألم: "لديَّ يا صَدِيْقَة زنابِقٌ حَمْرَاء ألْوَانُها دِمَاء مِنَ القُدْسِ العَتَيْقَة..! زَنْبَقَةٌ حَزِيْنَةْ من دَمِّ بنْتِ عَمِّي وجَدْتُهَا مَذْبُوحَةْ في طَاقَةٍ مَفْتُوحَة تَصيحُ بالمَدِينة: قُولوا لابْنِ عَمِّي..