دعا مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، المسلمين إلى مواجهة ما أسماه «منابع الشر» المتمثلة فيما تقدمه بعض المحطات الفضائية وبعض شبكات التواصل الاجتماعي المليئة بالشر والقذف والافتراءات والباطل. وشدد المفتي على ضرورة التعاون لتحقيق مصالح الأمة ودرء المفاسد، وتعزيز العمل على البر والتقوى، ونشر الخير بين الناس، وتجفيف منابع الشر في شبكات الإنترنت والتواصل الاجتماعي في زمن كثرت فيه الأباطيل والافتراءات. وفي كلمة له، خلال استقباله في مكتبه أمس مع القائمين على حملة «سكينة» لتعزيز الوسطية التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة الإرشاد، وتدشين موقعها على تطبيقات الأجهزة الذكية، قال المفتي: «لا بد من اجتماع الكلمة والتشاور والتعاون بين المسلمين لإغلاق منابع الشر، في وقت أصبحت فيه بعض المحطات الفضائية وبعض شبكات التواصل الاجتماعي مليئة بالشر والقذف والافتراءات والباطل». وأضاف: لا بد من مواجهة منابع الشر بالحق، لأن كل باطل وإن علا يزيله الحق، مستشهدا بقول عمر بن الخطاب- رضي الله عنه-: (ما منكم مِن أحدٍ إلا وهو على ثَغْرٍ من ثغور الإسلام). وأكد المفتي أهمية محاربة المواقع السيئة والمد الضال الممنهج الذي يضخه الفكر المنحرف، وذلك بالترابط على الخير بين الجهات المختصة، والعلماء، والخطباء، والمعلمين، والإعلاميين، والأسرة، كل فيما يخصه، والإخلاص لوجه الله في العمل، لكشف مفاسد هذه الأفكار الضالة بالاعتماد على الحق المبين المبني على كتاب الله- عز وجل- وسنة نبيه محمد- صلى الله عليه وسلم-. ولفت، في كلمته، إلى أهمية الاهتمام بالنشء، وتربيتهم التربية الصالحة، واحتوائهم من خلال الاستماع لهم، وزرع الثقة في أنفسهم، ودعمهم بالانخراط في الأعمال الاجتماعية الفاضلة. وقال: «حلقات تحفيظ القرآن الكريم، والمخيمات الصيفية من العوامل المفيدة والفاعلة في إصلاح الشباب وتوعيتهم، واستقطاب أفكارهم، وطاقاتهم في عمل الخير، وحمايتهم من الأفكار الضالة، إذا دعمت وقام عليها رجال مخلصون ذوو أفكار سليمة». وحذر المفتي من إهمال الشباب، وتركهم للفراغ، وانهزام النفس، والعمل على توجيههم بالأساليب التي تناسب أعمارهم، وتوسيع دائرة الاهتمام بهم من الوالدين، سواء في داخل المملكة أو في خارجها، والحث على إشغال أوقاتهم بما يعود عليهم بالنفع على أنفسهم. ونبّه إلى أن البطالة والفراغ من أخطر العوامل التي تقود الشباب إلى أمور أخرى تعود بالسلبية عليهم وعلى وطنهم. وأضاف: «أمن الناس على دينهم، وأعراضهم، وأموالهم، وفكرهم من الأمور المطلوبة والواجبة، إلا أن تأمين الأمة من الفكر الضال من الأمور المهمة، لأنه إذا اُبتليت به القلوب يصعب تصحيحها فيما بعد إلا بمشقة». ودعا إلى أهمية تحذير النشء منذ المراحل الابتدائية من هذه الأفكار الضالة، وربط الأمة بعقيدتها الصحيحة، وتعاون الإعلام والتعليم في قيادة حملة توعوية لحماية الشباب من السير على طريق الفساد، لأن البلاد محاطة بأعداء الإسلام من كل جانب. في سياق ذي صلة؛ كشف مدير عام برنامج حملة «سكينة» لتعزيز الوسطية عبدالمنعم بن سليمان المشوح، في كلمة له، خلال حفل تدشين موقع الحملة، عن أن المملكة تتعرض لهجوم ممنهج- يستهدف الشباب والفتيات عبر شبكات التواصل الاجتماعي لإغوائهم عن دينهم ووطنهم- قُدّر بأكثر من 26 ألف رسالة إلكترونية يومياً، بواقع 90 رسالة في الدقيقة. يُذكر أن الحملة تطوعية وتهدف إلى التصدّي للأفكار والمناهج المنحرفة المؤدية إلى العنف والغلو، ونشر المنهج المعتدل وتكريس قواعده وضوابطه ومفاهيمه، وبناء شخصية إسلامية متوازنة منتجة وإيجابية وواعية، وتعميق مفاهيم الولاء والانتماء.