×
محافظة المنطقة الشرقية

صورة مؤثرة لطفلة تزور المقبرة بملابس المدرسة

صورة الخبر

مشكلة مستمرة يعاني منها الكثير من الآباء والأمهات، وهي تحفيز الطفل والمراهق على القيام بمهامه، سواء كانت الدراسية: تنظيم وقته، مراجعة دروسه، واستعداده الفعال لفترة الامتحانات، أم مهامه المنزلية مثل: ترتيب غرفته، مساعدة إخوته الصغار، والمشاركة في بعض المهام المنزلية، وغيرها. ويستخدم الأهل أساليب متعددة؛ منها الوعظ، التوبيخ، والعقاب. والمشكلة التي تكمن في هذه الأساليب هي أنها تنطلق من مفهوم واحد؛ وهو أن الأب أو الأم يضعان نفسهما جزءاً من هذه الحالة، فهما يعتبران نجاح أو فشل الطفل يعود لهما، وبالطبع هذه حقيقة، ولكن علينا أن نعي أن هذا المراهق عليه أن يبدأ بتعلم تحمل المسؤولية، وتقصيره فيها سيعود عليه بعواقب، كما أن قيامه بمسؤوليته على أتم وجه سيكون مردوده له. ولكن كيف يتم تطبيق ذلك عملياً؟ كيف بإمكاننا الانسحاب من تحمل المسؤولية، وفي نفس الوقت استمرارنا بالقيام بها؟ لا داعي للحيرة، فالسرّ يكمن في ثلاث خطوات تكتيكية وبسيطة: 1- الانسحاب: كثرة التشجيع والإلحاح قد تأتي بنتائج عكسية. لذا الانسحاب هنا هو التوقف عن وضع أنفسنا جزءاً من هذه الحالة، فالإلحاح بمحاصرة الطفل على الدراسة هو بسبب خوفنا نحن من أن نفشل، كما أن كثرة الوعظ على أهمية الترتيب أو المساعدة أيضا سببها أننا لا نريد أن نرى المنزل تعمه الفوضى. الانسحاب بعض الشيء سيجعلنا نقيم الأمور فيما يناسب الطفل أكثر دون ضغوط أو خوف. 2- البقاء: البقاء هنا هو أن نوفر الأجواء الملائمة؛ كي يقوم الطفل بمسؤولياته بشكل صحيح. فإذا كان هنالك روتين ونظام في المنزل كأوقات يقفل فيها التلفزيون، وساعات هادئة مخصصة للدراسة دون ضوضاء أو زيارات، فسيتعلم الطفل أن هذه المسؤوليات مهمة بطريقة غير مباشرة. تهيئة الأجواء هو استمرار قيامنا بهذه المسؤولية، وعدم تخلينا عن العناية بالطفل لتعليمه كيفية القيام بمهامه، وليس الإلحاح عليه للقيام بها ومعاقبته عند رفضه. قد يحتاج الطفل المساعدة لتعليمه تنظيم وقته، ووضع جدول مثلاً للدراسة، وهنا بدلاً من الجلوس معه ووضع مخطط معاً، حدثيه عما هو الأنسب بالنسبة له، واطلبي منه أن ينسق جدوله بنفسه؛ وفقاً لما يجده ملائماً، ثم يطلعك عليه لمناقشته. 3- التراجع: وهذه هي الخطوة الأخيرة في هذه الخطة؛ وهي أن نتراجع عن رسم أحلامنا الشخصية لأطفالنا. فالكثير من الآباء والأمهات يرسمون صوراً لأطفالهم ويضعون خططاً لينفذها الطفل. علينا أن نتذكر أن طموحنا هو أن نرى أبناءنا ناجحين في اختياراتهم، وعلينا أيضاً أن نعلم أن اختياراتهم قد تختلف عن اختياراتنا. فليكن الهدف هو إرشاد الطفل لاختيار يحبه، ويجعله ناجحاً فيه ليمكنه من الاعتماد على نفسه، ويكون إنساناً مفيداً في مجتمعه. إن أدرك الطفل تفهّمَ ذويه وتشجيعهم له؛ كي يختار الأصح بنفسه، فسيعي مسؤوليته، ويسعى للقيام بها.