×
محافظة مكة المكرمة

‏‫في حالة نادرة.. “مؤلف” يرفض توقيع كتابه وإدارة المعرض تضيق الخناق

صورة الخبر

ـ ماء لمن تكتب الشعر؟ يسألني خاطري حين لا يقرأ الناس أحوالهم في الجمال. وأصمت خوف احتشاد الجماهير حولي، ليرمونني بالسؤال: لماذا تقاسمنا ليلنا والنجوم وضوء القمر؟ هل تريد الخلود، وأنت ضعيف، وأضعف منا، ونحن بشر؟ أصمت أيضا. ولكن ذلك يحدث. يحدث كل مساء وكل صباح، مع الشمس والريح وحتى المطر. أصمت أيضا وأيضا. وأسأل: حقا أنا أتقاسم هذا الجمال مع الناس؟ هل يشعرون بما قلت، أو قد أقول؟ إذا أين حصة قلبي من الحب والأغنيات ومما تجود به الأرض على الحالمين قطاف الشجر؟ لا.. أنا لا أريد. أريد فقط أن يرى الناس كيف يكون الجمال مع الحب حقا وخيرا، لكل نصيب بما يشتهيه من العمل المستمر مع الكلمات ولا شيء يخلد في الشعر غير اشتهاء الخلود. فعودي إلي قصيدة ماء، وجودي علي بما أرتضيه من المستحيل بقايا معان، مرايا صور. سوف أكسرها في طريق وجودي كنهر. ترى من سيأتي معي؟ هل سيأتي معي بشر آخرون، لنبدع للحب والسلم بعض جمال الوجود؟ أقول، ولا يصمت الناس حولي. ترى، يا ترى الناس حولي، ليرمونني بالسؤال: لمن تكتب الشعر؟ ليس لدي جواب سوى أنني شاعر أكتب الشعر لي، أو لمن يقرأ الشعر، ما أجمل الشعر ماء يفسر ماء، قصائد تهطل فوق سواد القلوب وتحت سواد العيون لتمحو وتمحو غبار الخطر. ـ بحر حزين وحدي على جسدي أحن. أعد نافذة إلى بحر حزين من رحيل طيوره. أشجار زيتون وسرو، برتقال شاحب، شمس تشاركني انتظاري في تفتح رغبة باللمس أو بالشم في ورد الحديقة، في الأصيص، وفي دخان سجائري. عبثا أكرر مشهدا هو ذاته في كل صبح من شتاء بارد، مر كهجران النساء. ترى أفكر بالنساء؟ ترى سأسكب قهوتي بنية، لأحس لذع الصحو في أرض الوجوه السمر من بلد غريب عن خيال قصيدتي؟. ماذا تريد قصيدتي؟. لا شيء في هذا الصباح سوى الصباح، ورغبتي بالصحو من أجل القصيدة وحدها. وحدي على جسدي أحن ، أعد نافذة إلى بحر حزين، ثم أشرب قهوتي. ـ قصيدة تجريبية أتت من براري الوجود، لتسأل عني، وتدخل روحي، وتصبح مني. وتخرج كل صباح إلى مرجة في الحديقة عند مرور الجميلة، تصبو إليها، تغني: أنا من هناك، أنا من براري الورود. ألا تشعرين بعطري؟ ألا تنظرين لفني؟. وتمضي الجميلة، أين؟ إلى متجر للعطور، إلى حفلة من ضجيج، إلى شارع للقصور، وتغرب عني. ويذبل معنى القصيدة، تشكو، أقول لها: لم تجيدي اختيار المكان، لنمض معا في الزمان إلى مرجة في البراري، بعيدا... هناك ستأتي الغزالة، تسأل عني، وتدخل روحي، وتصبح مني، وتأكل عشبي، وتشرب مائي، وثم تغني. فقالت: أتكذب؟ كيف تغني؟.