كشفت مصادر دبلوماسية أوروبية رفيعة المستوى عن «وجود مراكز لتدريب مقاتلين من الحوثيين اليمنيين ميدانياً في جنوب سورية يُشرف عليها إيرانيون»، وقالت إن هؤلاء يخضعون لـ«دورات تدريب عملية من خلال المشاركة في المعارك» قبل أن يعودوا إلى اليمن، فيما أبلغ المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر، خلال زيارته إلى عدن، الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بتوصل القوى السياسية المتحاورة إلى اتفاق يتعلق بترتيبات المؤسسة الرئاسية خلال المرحلة المقبلة، وفق مصادر يمنية، وأن القوى السياسية اتفقت على خيارين، الأول أن يكون للرئيس هادي أربعة نواب فاعلين لديهم صلاحيات كاملة، والخيار الآخر تشكيل مجلس رئاسي يكون هادي هو رئيسه ويضم ممثلين عن المكونات السياسية الرئيسية في البلاد، ويتكون المجلس من خمسة إلى سبعة أعضاء. تدريب الحوثيين وأكّدت المصادر الدبلوماسية الأوروبية لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن «الحرس الثوري الإيراني يُحضر دفعات من المقاتلين الحوثيين من اليمن، تصل كل دفعة إلى نحو مائة مقاتل، يتدربون في معسكرات في بصرى وإزرع السوريتين، ويشاركون في المعارك الدائرة هناك، ليكتسبوا خبرة ومهارات قتالية، ثم يعودون إلى اليمن لتأتي دفعة أخرى بديلة». طهران وبيروت وأضافت الوكالة: «يُشرف ضباط وصف ضباط من الحرس الثوري الإيراني على هؤلاء اليمنيين وعلى تدريبهم، ويكتسبون في سوريا مهارات يفتقدونها ويحتاجون إليها»، مشيرة إلى أنه ليس لنظام بشار الأسد ولا لميليشيا حزب الله اللبناني أي دور أو نفوذ على هؤلاء المقاتلين. ونوهت المصادر إلى أن «الجهات التي تراقب تحركاتهم تؤكد على أن تجميعهم يتم في إيران ويُنقلون جواً إلى سوريا، وأحياناً يتجمعون في بيروت وينقلون براً إلى سوريا، وتم على الأقل نقل ما يقارب ثلاثة آلاف مقاتل على دفعات، يقضون مهمتهم التدريبية ويعودون بالتناوب، ويبقى دائماً في سورية ما يعادل ثلاث أو أربع دفعات، أي ما يقارب 400 مقاتل حوثي». وشددت على أن دولاً أوروبية والولايات المتحدة باتت على علم بهذا الأمر، وقالت «لدينا معلومات مؤكدة عن تفاصيل هذا التدريب وهذه المعسكرات، فلقد باتت سوريا بفضل إيران معسكراً لتدريب الحوثيين ميدانياً، ومركزاً لإكسابهم مهارات استخدام الأسلحة بتجارب حيّة وميدانية من الصعب أن يحصلوا عليها في أي مكان آخر». تكذيب إيران من جهة ثانية، نفى مصدر مسؤول باللجنة الأمنية العليا باليمن صحة ما ذكرته طهران عن قيام أجهزة أمن إيرانية بعملية أمنية معقدة في اليمن لتحرير الدبلوماسي الإيراني المختطف نور أحمد نيكبخت، الذي تم اختطافه في 2013. ونسبت وكالة الأنباء اليمنية إلى المصدر الأمني قوله إنه لم تتم أي عملية أمنية إيرانية في الأراضي اليمنية. بينما قالت مصادر يمنية مستقلة إن طهران كان لديها عناصر معتقلة من «القاعدة» وجرى التفاوض لإطلاقهم مقابل الإفراج عن الدبلوماسي الإيراني المختطف. وكان نائب وزير الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان قد ذكر أن وحدة استخبارات إيرانية حررت الرهينة الإيراني بعد عمليات معقدة في اليمن.