×
محافظة المدينة المنورة

الرئيس الموريتاني يزور المسجد النبوي

صورة الخبر

ها انتهى العيد والحجيج شدوا الرحال عائدين، وبدأت أمورنا تعود لوضعها الذي جمدناه قبيل ذلك.. بدأت الحوارات تعلن عن نفسها.. ويتعالى الضجيج، مازال خافتا قليلا، لكنه حتما سيقوى ويتعالى ما لم يقطعه قرار سياسي.. ذلك يضعنا أمام سؤال: لماذا غادرنا الهدوء وأصبح الضجيج والتوتر يذهبان حتى قوة الحجة؟ لماذا لا نأخذ الامور بعقلانية. وببساطة فلا نضخم كل أمر فنعمل من الحبة قبة كما يقال؟ كل شيء في حياتنا يسرق أوقاتنا وراحة بالنا، ويكون على حساب صحتنا وتفكيرنا، بدلا من تمضية أيامنا بالإنتاج أصبحنا نمضيها اما بجدل عقيم او بتفرج على المتجادلين. أثناء ذلك يضعف أهم شيء وهو مستقبلنا، ويصدنا غبار المناقشات عن وضوح الرؤية للمستقبل، بل أكبر من ذلك ورثنا صغارنا صغائرنا. أتذكر قبل سنين طوال كتبت قصة اسمها الكنز. تتمحور حول كنز تربض عليه أفعى لا نستطيع زحزحتها ونتخلى عن كنزنا.. (موجودة في مجموعتي/ منتهى الهدوء). رغم انه بقليل من التخطيط يمكن لنا ان نخطط بعقلانية للاستفادة من كنزنا.. وقد تركنا السدر ونبقه والنخل ورطبه.. ولكن الصغار هم من انتبه لذلك.. وكنت وقتها أراهن على جيل المستقبل.. ناسية أو متناسية، أن النبتة تخرج من البذرة. وطريقة السقاية والتسميد. أعود لحواراتنا، الأمور الحياتية تسير بطريقة بسيطة جدا، نحن من يعقدها.. وإلا كما قال المثل (سهلها تسهل، كبرها تكبر). هي الأمور تسير بطاقتها الذاتية.. وتمر بطريقها كمرور الماء في مجراه، إذا لم يوضع بطريقه الحواجز والعقبات.. يسيره زخم الحياة وظروفها والحاجة له، فتأخذ الأمور وضعها الطبيعي بسلاسة وسهولة دون تشنج وتعنت ودون ضياع وقت.. تلك الأمور مرت على جميع شعوب العالم بمختلف أعراقهم ودياناتهم.. وكان تطور ظروف الحياة طبيعيا، هذا التطور قد تكون بداياته عبارة عن اختراع ما أو اكتشاف طريقة سهلة لسهولة الاتصلات، والكل يستفيد من المخترعات من يملك ومن لا يملك. في كثير من الأحيان تبدأ عملية الضجيج من كل اتجاه وتبطىء عملية التطور لدينا وتبعدنا بسنوات فلكية عن غيرنا ممن ركض وعمل، واستفاد وأفاد، جميع البشر متساوون في العقل وجزيئاته ومكوناته.. لا فرق بين أُناس وأناس أو جنس وآخر.. كما لا فرق بين سيدة ورجل، إلا اللهم بتقوية عواطف على حساب أخرى. في كل الدول قد تختلف الأفكار والاتجاهات ولعل أغلبها يصب في مصلحة التنمية وتطويرها أو مناقشات عن الميزانيات والاقتصاد وما إليه، إلا في وطننا اختلفت الاتجاهات، لكن بقي اتجاه كبير يغري الكثيرين الولوج له ألا وهو النساء، عملهن وخروجهن ودروبهن، فكنّ الموضوع الذي أسهب في تناوله، وتم خلق مشاكل لما ليس بمشكلة. وكأننا لم نولد من نساء ولم نعش بين نساء، فأصبح البعض بعد طول نوم ليجد هذا الشيء المكفن بالسواد.. أين توضع بعدما هبت رياح النقود، في المزرعة لم تعد هناك حاجة وقد وصلت جحافل عمال الدنيا، كانت تذود مع رجلها وابن عمها وجارهما عن الإبل والغنم، الغنم حضر له رعاة من أصقاع الدنيا، الابل صارت مزايين وصار لها أباطرة ومواسم يتبارى الأغنياء بها ويستعرضون الخير الوفير بدلا من تنميته في المصانع والتدوير.. ولم تعد تلك المرأة التي تغطي جرب الإبل بالقار.. صارت موضوع من لا موضوع له، غطوها حتى لا تفتن، ولم يقل غضوا البصر، أغلقوا المدارس عليها جيدا وضعوا بوابا يحمل عصاه عند مدخلها، تهابه المديرة قبل الطالبة! وأعطوا للمدارس رقما لا اسما كما في دول العالم، فعائشة وفاطمة وخديجة والكثير من سيدات الإسلام والوطن لم تدرج أسماؤهن، بل بقيت رقما. وقد يمكن أن نجد عذرا للكثير مما حولنا إلا أن يقف مجلس الشورى ضد النساء، والمفروض هو مجلس يمثل كل المجتمع بنسائه ورجاله. هنا نكون وصلنا الى لا عزاء للنساء في وطننا، إلا في قرار سياسي كما حدث مع الإجازة الأسبوعية.. وعمل المرأة ودخولها مجلس الشورى. هي الاشياء بسيطة، وتغيرها نحو الافضل لا يحتاج لبعض التصادم، ولا للضجيج.. بشيء من الرؤية تتغير الاوضاع بسلاسة وبهدوء جدا.. والسماح للحقوق بالممارسة كما هي. وللجميع السلامة..