×
محافظة المدينة المنورة

افرضوا الرقابة للتأكد من التزام المدارس بالأسعار

صورة الخبر

التدهور البيئي أصبح سمة معظم دول العالم؛ غنيّها وفقيرها، كبيرها وصغيرها، نتيجة كثرة أعداد البشر وزيادة مخلفاتهم، وعدم اهتمامهم ببيئتهم المحيطة، وأصبح الإخلال بالتوازن البيئي يشغل بال العالم أجمع لشدّة التلوث، والعبث بالمكونات البيئية، الحية وغير الحية، ونتيجة لذلك حرصت الكثير من الدول المتقدمة أن يكون لها "وزارة للبيئة" تهتم بشؤونها، وكل ما له انعكاسات سلبية على كائناتها الحية وغير الحية، ولذلك عُقدت العديد من المؤتمرات منذ عام (1972 حتى عام 2012)، كل عشر سنوات يُعقد مؤتمر يناقش فيه قضية بيئية على مستوى العالم أجمع، ويحضره قادة الدول من مختلف أنحاء العالم، والآلاف من المهتمين بالشؤون البيئية، لمناقشة التدهور البيئي، ومدى تأثيراته على صحة الإنسان وسلامة الكائن الحي على وجه الخصوص. نعم نحن في حاجة إلى وزارة للبيئة يكون جل اهتمامها هو العناية بالبيئة ومكوناتها في المملكة، ويمكن أن ينضوي تحت لواء هذه الوزارة العديد من الجهات ذات العلاقة بالبيئة، والمبعثرة هنا وهناك بين جهاتٍ حكومية، وأمانات، وبلديات، وجهاتٍ أخرى مثل: الهيئة السعودية للحياة الفطرية؛ والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، حيث إن كل جهة تعمل بمفردها وبمعزل عن الأخرى. بدون شك أن لكل جهة مهام يمكن أن تقوم بها، ولكن حبذا لو كان هناك جهة مرجعية (وزارة) ترتبط بها هذه الجهات، وتكون هي حلقة الوصل بين الجميع، ومنها تنبثق: القرارات، والتنظيمات، والتشريعات، والقوانين، وكل ما له علاقة أو صلة بالبيئة، وسلامة مكوناتها، وتكون جهة مراقبة ومتابعة لكل ما يخل بتوازن البيئة الطبيعي، مع وقف التأثير على مكوناتها الحية وغير الحية حسب معايير المنظمات الدولية. وللبيئة أنواع متعددة منها البيئة الدينية، لقوله صلى الله عليه وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه، كمثل البهيمة تنتج بهيمة، هل ترى فيها جدعاء".. الحديث، ولقوله عليه الصلاة والسلام: "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم مَن يُخالل"، وهناك البيئة الصناعية، والاقتصادية، والمجتمعية، والجمالية، وغيرها من بيئات الملوثات المختلفة، وكل بيئة من هذه البيئات عالم قائم بذاته، يندرج تحته شيء كثير. كل تغيُّر لمُكوِّنات البيئة الطبيعية، أو الإخلال بتوازنها الطبيعي كالصيد الجائر، أو قتل الحيوانات النادرة أو حرقها، أو قطع الأشجار النادرة والمعمّرة، أو التحطيب الجائر، لهو أمر مرفوض عرفا وشرعا، لقول الله عزّ وجلّ في كتابه العزيز: "وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون" (البقرة 11). وقوله تعالى: "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون" (الروم 41). نعم نؤكد على أن وجود وزارة للبيئة سوف يُحقِّق لنا -إن شاء الله- الشيء الكثير في الحفاظ على مكتسباتنا البيئية، وحمايتها من الإهمال، والاندثار، والانقراض، والحفاظ على مكوناتها الحية (الإنسان والحيوان والنبات)، وغير الحية (الماء، والهواء، والتربة، والطاقة) من التلوث، والتدهور، وسوء الاستهلاك، حتى نصل إلى تنمية مستدامة شاملة وفاعلة تحافظ على مواردنا الطبيعية، وتخدمنا وأحفادنا إلى أن يشاء الله. فهل نحن فاعلون؟ هذا ما نرجوه. mdoaan@hotmail.com