قال الشيخ صالح المغامسي إن تبني الملك عبدالله لحوار الأديان فهمه البعض على أنه دعوة للتقارب وهذا غير صحيح، فهو دعوة للحوار والتعايش بين الأمم، وليس تقاربا، فالتقارب يعني تخلي أحد الأطراف عن دينه أو قيمه ومبادئه، والتقارب لن يقع ولا يمكن وفق السنن الكونية، إنما الحوار والاتفاق وهذا ما كان يسعى إليه الملك. وأضاف المغامسي: أن الشرق الأوسط يراد منه أن يتمزق وذلك للسيطرة على موارده، ونشأ عن ذلك ردة فعل لم يتبنَها العقلاء حيث سيرت وفق خلفيات تاريخية قديمة وجعل الإسلام طريقاً لتلك الغاية وهو أجل وأسمى من أن يكون غاية، مضيفا، أن الإسلام أذن لنا بالتعايش مع التمسك بالعقيدة وتحقيق الولاء والبراء. مسن يتصفح كتاب في المعرض أمس. تصوير: عبد الرحمن السالم - «الاقتصادية» وأكد المغامسي في ندوة "الإسلام والتعايش" التي تأتي ضمن البرنامج الثقافي لمعرض الرياض الدولي للكتاب أمس، أن الأمة الإسلامية في حاجة إلى التصالح فيما بينها قبل التعايش مع بقية الأديان، فالأمة إذا عجزت عن التعايش مع نفسها بالأحرى لا تستطيع التعايش مع غيرها، بل وصل الأمر إلى الخلاف في أمور فرعية يكفر بعضهم بعضا" وأبان المغامسي أن التعايش من سنن الله التي لا تتغير ولا تتبدل ، فالله عز وجل لا يجعل لأحد سلطان على الآخر، فليس للجن القدرة على فناء الإنس والعكس، والله عز وجل جعل سنن التدافع تقوم على تعايش الضدين، وهذا يفرض لزاما سنة التعايش لأنه محال أن يغلب أحد على كل أحواله. وأرجع المغامسي ظهور مصطلح التعايش للحرب الباردة بين المعسكر الرأسمالي والاتحاد السوفيتي حيث لجأوا إليها بعد الحرب الباردة، لافتاً أن هناك تعايشا أحده اقتصادي بين الدول ويقوم على المصالح المشتركة، وتعايشا ثقافيا أفرزه خمود إحدى القوة الثقافية ووجد العقلاء حاجة لإظهار ما عندهم، فبعد أن غيبت أوروبا الكنيسة اضطرت للعودة إليها مرة أخرى في سبيل ذلك. طفل يرفع لافتة يعبر فيها عن رغبته في كتاب. وعزا الشيخ صالح المغامسي عجز المسلمين في التعايش مع أنفسهم إلى كتب التراث التي اختلطت بها الحقائق بالأكاذيب وظلم رواتها لعديد من العلماء، مؤكداً أن عجز الأمة الإسلامية عن التعايش فيما بينها واختلافها في الأصول والفروع وظهور التكفير والإقصاء كان نتاج تلك المرحلة. وقال إن المسلمين لم يستطيعوا التعايش مع أنفسهم فضلا أن يتعايشوا مع غيرهم من باقي الأمم والأديان، مشيراً إلى أن الإسلام أكبر من أن تملك طائفة أو حزب عباءته فكم من أقوام وأحزاب ينسجون عباءة يظنون أنها تحوي الإسلام ولكن تتمزق العباءة ويبقى الإسلام فلا يملك أحد نزع رداء الإسلام. ويذكر أن المعرض شهد إقبالا جماهيريا من الزوار في يومه الأول من افتتاحه للجمهور، وحرص عديد من الزوار على اصطحاب أسرهم وأطفالهم، واستثمار إجازة نهاية الأسبوع لزيارة المعرض، والاطلاع على ما يحويه من كتب تتناسب مع الأعمار المختلفة. ورصدت "الاقتصادية" خلال جولتها أمس، قيام عدد من المسؤولين بزيارة المعرض، إلى جانب حضور عدد من المشايخ الذي حرصوا على زيارة إدارة المعرض، وإبداء تحفظاتهم على عدد من الكتب. واشتكى بعض الزوار ارتفاع أسعار بعض المؤلفات، وادعاء بعض دور النشر تخفيضات وهمية، حيث سجلت "الاقتصادية" خلال جولتها داخل أروقة المعرض، تباينا لأسعار الكتاب الواحد من دار نشر لأخرى، وأسعار بعضها تفوق ما يباع في المكتبات خارج المعرض. تنوع الكتب والمؤلفات أسهم في إقبال شرائح عمرية مختلفة على معرض الرياض الدولي للكتاب. وأبلغت اللجنة المشرفة على المعرض دور النشر بعدد من الحالات التي تعتبر مخالفة لأنظمة المعرض، وتتمثل في عرض أو بيع الكتب والمواد الثقافية غير المجازة من وزارة الثقافة والإعلام، بخلاف عدم الالتزام بالتسعيرة المحددة، وعرض أو بيع الكتب والمواد الثقافية دون توكيل. وأشارت اللجنة إلى أن من بين المخالفات الموجبة للعقوبة عرض أو بيع أي مادة ثقافية غير واردة في دليل المعرض، توزيع الكتب والمطويات والأشرطة أو المواد الثقافية دون موافقة خطية مسبقة من إدارة المعرض، البيع بكميات تجارية، إضافة إلى تأجير الأجنحة للغير أو التنازل عنها، أو تبادل المواقع. وأوضحت المصادر أن عقوبة المخالفات تراوح بين إغلاق الدار لمدة تحددها إدارة المعرض، أو الإغلاق واستبعاد المشاركة، إضافة إلى إبلاغ اتحاد الناشرين وإدارات المعارض باسم الدار المخالفة.