×
محافظة المنطقة الشرقية

ناظري هجر.. وجهتي المقبلة لم تتحدد بعد

صورة الخبر

هل بإمكان الإنسان العودة إلى حيوية الشباب بعد أن يبلغ من الكبر عتيا؟؟ هل يمكن إيقاف الشيخوخة وأعراضها على أجسادنا؟؟ مقالة اليوم تجيب عن هذه الأسئلة.. نبدأ رحلة اليوم من ولاية ميزوري الأمريكية وتحديداً في جامعة واشنطن،، هنالك وفي معامل التطوير الحيوية تمكن العالم إيماي سينئتشيرو ) Imai Shinichiro) من ابتكار مادة جديدة على شكل مسحوق أبيض يطلق عليها (NMN). وفي تجربة مطبقة على الفئران التي تناولت هذه المادة، لاحظ الفريق البحثي أن أعمار هذه الفئران ازداد 16% وهو ما يعادل في الحسابات البشرية بضعة عشر عاماً. الخبر المفرح أن ذلك قد يعني وصول معدل أعمار البشر إلى مئة عام في حال نجحت هذه المادة على الإنسان. وتعد هذه المادة حالياً في ظل ما اطلع عليه الكاتب أفضل مادة تم تطويرها لمقاومة أعراض الشيخوخة. وعند إجراء تجربة أخرى على فئران مصابة بمرض السكر،، تعافت الفئران تماماً بعد أسبوع واحد من تناول تلك المادة. ويرى الفريق العلمي أن مادة (NMN) أسهمت في عودة الأعضاء المسؤولة عن معالجة السكر داخل جسم الفأر. وفي تجربة أخرى كذلك اكتشف العلماء أن مادة (إن إم إن) يمكن أن تؤخر وتحد بشكل كبير من خطورة مرض الزهايمر على الدماغ للفئران. في الواقع هنالك ما هو أهم من إطالة العمر ومقاومة الشيخوخة،، إنه استعادة الشباب أو ما يسمى علمياً (Rejuvenation). وجهتنا التالية في ولاية ماساتشوستس الأمريكية وتحديداً في جامعة هارفارد في قسم الجينات حيث يجري العالم ديفيد سينكلير (David Sinclair) أبحاثه حول استعادة الشباب !! ومجدداً وفي تجربة على الفئران طبعاً،، تناول فأر يبلغ من العمر 22 شهراً دواء (إن إم إن) لمدة أسبوع وكانت النتيجة استعادته لشبابه وتجدد خلايا جسمه كفأر عمره ستة أشهر،، وبالحسابات البشرية فالحديث هنا عن رجل كان في الستين من العمر وعاد إلى سن العشرين !! بكلمة أخرى فإذا ما طرحت هذه المادة للاستخدام البشري فقد تتيح لمن أعمارهم في التسعين والمائة أن يعيشوا كشباب العشرينات!! ولعلنا نصل ليوم تكبر فيه أعمارنا ولا تشيخ أجسادنا... ومن المخطط أن تبدأ التجارب على البشر هذا العام وبدأت عدد من الشركات إنتاج هذه المادة لتضمن حصتها في السوق حال ترخيص المادة للاستخدام البشري. ولكن تجدر الإشارة إلى ارتفاع كلفة هذا الدواء حيث 0,1 جرام من مادة(إن إم إن) يكلف ما يقارب 400 دولار أمريكي!! وبعد الحديث عن مقاومة الشيخوخة واستعادة الشباب ننتقل في الأسطر التالية إلى علاج الأمراض. محطتنا القادمة هي جامعة طوكيو في اليابان وتحديداً في معمل العالم كاتاؤوكا كازونوري (Kataoka Kazunori) والذي طور ما يسمى الآلات النانوية (Nano-Machine) !! هذه الآلات المتناهية في الصغر يصل حجمها إلى واحد على مئتي الف ملم ولا يمكن رؤيتها بالعين المجردة طبعاً. تصنع هذه الآلات من البوليمر وتحتوي على مختلف أنواع الأدوية وخلال جريانها داخل الجسم في الدورة الدموية تهاجم الفيروسات والخلايا المسرطنة بدقة عالية كصورايخ مجهرية. وبدأت الاختبارات على البشر للآلات النانوية وعند تطبيقها على عجوز في الستين من عمره كان يعاني سرطان الكبد استطاعت تلك الآلات القضاء على تسعين بالمائة من الخلايا السرطانية... ونختم رحلة اليوم من تراثنا العربي في القرن الهجري الثاني حيث يروى أن عبدالملك الأصمعي رأى رجلاً في البادية بلغ عمره 120 سنة،، فلما سأله عن سر النشاط الذي به،، أجابه الرجل المعمر: "تركت الحسد فبقي الجسد!! ". أطيب تحية من طوكيو