انت الضوضاء في الماضي تقتصر على كل ما يلامس الأذن من إزعاج، لاسيما خلال سير المرء في الشوارع والطرقات المزدحمة بأصوات أبواق المركبات، لكن هذه الضوضاء انتقلت إلى العين بفعل لوحات متناثرة تحجب أو تحد الرؤية من جهة، وتضر بالعين بسبب سوء تصميمها. فعندما تسيطر في شوارع الرياض يلفت انتباهك لوحات «نحيلة» بعناوين مختلفة: «فلة للإيجار»، و«قصر أفراح»، و«استراحات عزاب»، وهكذا يستمر المشهد وأنت تسير في طرق العاصمة، فالبعض يراها ضرورة، وآخرون يعدونها تلوثاً لأغلى الحواس «البصر». وتتناثر هذه اللوحات التجارية أو الإعلانية بطريقة لا تراعي المظهر العام، أو الاشتراطات الفنية - بحسب اللائحة الخاصة باشتراطات اللوحات الإعلانية (اطلعت «الحياة» عليها)، إذ يستخدمها المسوقون العقاريون وأصحاب الاستراحات من دون الرجوع إلى جهة رسمية، ويضعونها على أعمدة الشوارع القريبة من عقاراتهم، أو على لوحات الإشارات المرورية. وعلى رغم أن أمانة الرياض خالفت جامعة الإمام محمد بن سعود أخيراً، إثر وضعها لوحة إعلانية كبيرة، بيد أنها تجاهلت تلك اللوح الصغيرة المتناثرة في شوارع العاصمة بلا تراخيص أو رسوم، مثل ما يعمل به في اللوحات الإعلانية للطرق والشوارع. وأكد مصدر مسؤول في أمانة الرياض أن هذا النوع من اللوحات الإعلانية يعد مخالفة للنظام، وتطبق الجزاءات على الجهة المعلنة بدفع غرامة مالية وفقاً لنص المادة (20/5) من لائحة الغرامات والجزاءات عن المخالفات البلدية، عن كل لوحة مخالفة مزالة بحدها الأدنى، وفي حال وجود أكثر من لوحة أو تكرارها من الجهة نفسها تؤخذ الغرامة بحدها الأعلى. وأشار المصدر في حديثه لـ«الحياة»، إلى أن الجهات المخالفة تتحمل جنائياً سقوط اللوحات بالطرق والتلفيات المحتملة. ورصدت «الحياة» انتشاراً للوائح الإعلانية والدعائية في أحياء شرق وشمال الرياض، لاسيما في شارع الشيخ جابر الصباح المجاور لجسر الفحص، الذي يشهد يومياً توافد مئات المركبات إليه لقربه من المقاهي الشعبية. ويقول المواطن عبدالله الشمري، أحد سكان حي النسيم شرق العاصمة، إنه حين عرض منزله للبيع في أحد المكاتب العقارية وجد ثماني لوحات معلقة على منزله لعرضه للبيع، مشيراً إلى أنه يعرض منزله للخسارة المالية بسبب معرفة المشترين لحاجتي إلى مبلغ البيع. ويضيف: «وعند سؤالي للمكتب العقاري الذي كلفته ببيع العقار عن اللوحات التابعة للمكاتب الأخرى، أفادني بأنه لا يعلم عنها، وأبلغني باتصاله هاتفياً بأصحاب المكاتب لنزع لوحاتهم، لكنهم رفضوا حتى تحدثت إليهم شخصياً». من جهته، يصف المواطن فيصل القحطاني من سكان حي قرطبة شمال شرقي العاصمة، اللوحات العشوائية بالمعيقة لقائدي المركبات في الطرق والشوارع، مضيفاً: «وقد تتسبب في وقوع حوادث مرورية». ويقول: «عندما يحل موسم الشتاء الذي تشتد معه قوة الرياح المتحركة تتساقط اللوحات، ويتضرر المارة من دون مبالاة أو اهتمام من الجهات الأمنية أو الخدمية التي من المفترض أن تزيلها قبل وقوع كارثة». يذكر أن المادة (20/5) من لائحة الغرامات والجزاءات عن المخالفات البلدية الصادرة عن مجلس الوزراء عام 1422هـ، التي تنص على أن لصــــق الإعلانات أو اللافتات الدعائية قبل الحصول على رخصـــــة يغرم المخالف بالحد الأدنى 200 ريال، وبواقع 2000 ريال في حال وجود أكثر من لوحة أو تكـــرارها من الجهة ذاتها تؤخذ الغرامة بحــــدها الأعلى، وأن إزالة المخالفة على نفقة المعلن واستيفاء الرسم اعتباراً من تاريخ وضع اللوحة.