بقلم : ياسر الغسلان مكتب الوطن سفراء افتتح يوم أمس الأربعاء معرض الرياض الدولي للكتاب وسط اهتمام إعلامي وشعبي واسعين، تماما كما هو الحال كل عام، فما بين ترقب عشرات الآلاف من المهتمين بالثقافة والكتاب لموعد انطلاق المعرض وتمكنهم من التجوال بين أزقته، والاطلاع على ما أنتجته وتعرضه أكثر من 900 دار نشر ومؤسسة مشاركة من جهة، وما بين السجالات المعتادة حول ما سيسمح وما سيمنع عرضه، وما سيلي ذلك من مشاحنات فكرية وثقافية بين ذاك الطرف وذاك من جهة أخرى، نبقى نحن ننتظر ونترقب ونتطلع إلى زيارة المعرض كسائر المهتمين للتمتع بما أنتجه الفكر الإنساني. معرض الكتاب كما هو معلوم، هو المكان الذي يمكن للمهتم أن يطلع وأن يبتاع الكتب التي يريد، ويلتقي بالكتاب والمثقفين الذين يتطلع إليهم، وأن يشبع فضوله بما تزخر به المكتبات المختلفة من علوم ومعارف عله يجد فائدة وعلما جديد، وهو ما يجعلني أسأل: أين العلوم والمنتجات الفكرية والثقافية التي تنتجها الحواضن الأهم للعلم والثقافة في بلادنا من جامعات ومعاهد وكليات حكومية وخاصة؟ أعلم أن هناك بعضا منها يشارك إما برغبته أو مجبرا بفعل توجيه مرجعه، ولكن ما فائدة المشاركة إذا كان كل ما يوزع على الحضور هي بروشورات عن إنجازات تلك الكلية أو ذلك المدير دون أن يتاح للزائر شراء منتج علمي أو ثقافي أو أدبي أنتجه منسوبو تلك المؤسسات من أساتذة ومعيدين وطلبة متفوقين؟! البحوث والدراسات الجامعية تعد في كثير من المجتمعات مصادر أساسية للمعرفة والثقافة، إلا أنها في مجتمعنا الثقافي المحلي يبدو أنها محصورة لمن يحصل على إذن خطي من مدير الجامعة أو عميد الكلية، بعد زيارات متكررة وإلحاح وربما بالواسطة، فلماذا لا تقوم الجامعات بالتعامل مع منتجاتها العلمية باعتبارها ثقافة يمكن للمهتم أن يحصل عليها بمقابل مادي ويكفي المهتمين شر السؤال والإلحاح؟، فمن جانب تعم الفائدة العلمية ويصل علم الباحث وينتشر، ومنها تستفيد الجامعة والباحث ماديا. هي دعوة أقدمها هنا للنظر بجدية إلى موضوع الاستفادة من البحوث والدراسات الجامعية وتحويلها إلى كتب وكتيبات، يمكن للمهتم أن يقتنيها بماله كسائر المنتجات العلمية المتاحة في المكتبات، كما هي دعوة لأن تتوقف المؤسسات التعليمية عن عرض إصداراتها المغلفة بذلك الجلد الأخضر الفاخر ووضع لوحة كبيرة أمامها مكتوب عليها للاطلاع فقط.