اقتصاد المعرفة.. المدن الذكية.. البيوت الذكية.. الأجهزة الذكية.. الشراكات الذكية.. عناوين عريضة لقضايا مختلفة متشعبة تشير كلها إلى قدرة العقل الإنساني على الغوص في أعماق الكون ليستخلص قوانين العلم وتسخيرها لاستغلال الثروات الطبيعية وتجاوزها، ليجعل من نتاج البحث ومعطيات التكنولوجيا مجالا لنشاطه الاقتصادي ليتحرر من ندرة ما لديه من مخزون الأرض. وبلادنا تتجه، بقوة وتصميم، إلى اقتصاد المعرفة بعد أن استثمرت، لسنوات، في عقول أبنائها حين مكنتهم من التفاعل والتواصل مع علوم العصر في أرقى جامعاته ومعاهده، شرقا وغربا. وجاءت لحظة قطف الثمرة التي تحتاج إلى محاضن وبيئة تستوعب نتاج عقول بنات وأبناء هذا الوطن العزيز. ولتحقيق هذا الهدف دخلت المملكة في شراكات متعددة وتعاون متسع مع الكثير من الدول والشركات والجامعات المشهورة من أجل إيجاد تربة صالحة خصبة قادرة على إبراز جهود أبناء الوطن من العلماء والباحثين الجادين المخلصين. وبالأمس دخلت المملكة في «شراكة ذكية» مع دولة متقدمة تكنولوجيا هي كوريا الجنوبية، من خلال اتفاقيات ومذكرات تفاهم حول برامج التعاون في المجال النووي من أجل دعم برامج تطوير القدرات البشرية والبحث العلمي الذي تنفق عليه المملكة الكثير. وتتضمن الاتفاقيات بناء تقنية المفاعلات النووية ذات الوحدات الصغيرة المدمجة وتعزيز التعاون في تطبيق الطاقة النووية للأغراض السلمية. ومن الطبيعي أن تتم هذه الاتفاقيات في إطار الاستثمار الاقتصادي المشترك الذي يهدف إلى تطوير التقنية للأغراض التجارية وتصديرها بملكية مشتركة تعزز تطوير القدرات البشرية السعودية حتى يمضي الوطن على طريق اقتصاد المعرفة. خطوة تؤكد جدية العمل على تنويع مصادر الدخل وجعل الإنسان محور هذا التوجه.