تتناول حلقة مساء غد الأربعاء من برنامج "تحت المجهر"على شاشة الجزيرة المشروع النووي العربي الذي لا زال في المخاض لأكثر من 58 عاما، وحتى مشاريع الطاقة البديلة التي بدأت مبكرا في مصر قبل قرن مضى، تعثرت كـ سواها من المشاريع القومية. تستعرض الحلقة تجربة مصر وكيف كانت أول دولة عربية وأفريقية تضع حجر أساس لبرنامجها النووي، وذلك عندما شكلت "لجنة للطاقة الذرية" عام 1955، لكن البرنامج راوح مكانه تقريبا بعد نكسة 1967. أما المفاعل النووي العراقي فدمرته إسرائيل منتصف عام 1981 بعد اكتمال بنائه وقبل تشغيله. وكان الموساد قد اغتال العالم المصري يحيى المشد، خبير المفاعل النووي العراقي عام 1980. وبعيدا عن جلد الذات أو التباكي على ما فات، يبدو أن الإمارات ستكون الدولة العربية الأولى التي ستتمكن من توليد الكهرباء من الوقود النووي عام 2017، بعد أن ولجت عتبة نادي مصادر الطاقة النظيفة البديلة بإنشائها مدينة "مصدر" في إمارة أبو ظبي. بين عامي 2006 و2008 أعلنت أكثر من دولة عربية نيتها بناء مفاعلات نووية بغية توليد الكهرباء، ولم يقتصر الإعلان على الأردن أو تونس أو مصر أو المغرب، بل كان اللافت أن تعرب دول مجلس التعاون الخليجي عن رغبتها في النووي كذلك على ما لديها من مصادر الطاقة الأحفورية. " تفكر الدول الخليجية بآخر ناقلة نفط ستغادر موانئها، مدركة أن النفط إلى نضوب، وعليه بدأ مجلس التعاون أولى خطوات التنسيق مع خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية منتصف عام 2007 " الخليج والنفط لكن الدول الخليجية تفكر، على ما يبدو، بآخر ناقلة نفط ستغادر موانئها، مدركة أن النفط إلى نضوب، وعليه بدأ مجلس التعاون أولى خطوات التنسيق مع خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية منتصف عام 2007. وفي السعودية، التي يمكن أن تصنف بالمرتبة الثانية بين جميع الدول العربية استعدادا وحماسا لأن تصبح دولة نووية للأغراض السلمية بالشرق العربي بعد الإمارات، تم تأسيس "مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة" لتكون جزءا من مدينة ضخمة تزرع بالخلايا الشمسية والمرافق النووية. ورغم توثب الإمارات والسعودية، تراجعت الكويت عن مشروعها النووي بعد أن تبرعت لبنك اليورانيوم التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية بعشرة ملايين دولار، وقد يكون مرد هذا التراجع هواجس الأمن والسلامة سيما وأن حادث فوكوشيما جعل بعض الدول الأوروبية، كألمانيا مثلا، تفكر في الاستغناء عن مفاعلاتها واللجوء إلى الطاقة البديلة. وتتساءل حلقة البرنامج: هل يتعين على العرب حرق المراحل بالقفز عن المصدر النووي الذي يبدو أنه أمر قد فات تداركه؟ فمحطات الكهرونووية تشمل بخلاف تكاليف الإنشاء التي تبلغ قرابة خمسة مليارات دولار للمفاعل الواحد، تكاليف الوقود النووي المخصب، التشغيل، تدريب الكوادر، التخلص من النفايات النووية، الأمن والأمان، الصيانة، وأخيراً تفكيك المفاعلات بعد انتهاء عمرها الافتراضي. وتخلص "تحت المجهر" التي تبث غدا الأربعاء الساعة 17:05 بتوقيت مكة المكرمة، إلى أن لسان حال الدول العربية الأكثر حماسة لدخول النادي النووي (الإمارات، السعودية، مصر) يقول: نكره أن نترك أمرا قد وقع، لأمر لعله لا يقع.