الإحصائية التي نشرها المركز السعودي لكفاءة الطاقة، مؤخرا، والتي أكدت وجود 12 مليون مركبة في المملكة بنهاية العام الماضي، تستهلك 23% من الطاقة، جاءت كاشفة وصادمة للوضع الصعب حاليا، في ظل التراجع الراهن في أسعار النفط عالميا. والحقيقة أن أعداد السيارات الصغيرة التي تمثل 82 % من هذا الكم الكبير، تلقي بظلال كثيفة على استهلاك المملكة من النفط الذي قارب على 2.7 مليون برميل يوميا، تستهلك السيارات منها 811 ألف برميل مع كل إشراقة شمس ــ وفقا لإحصائية المركز. ولعل هذا الوضع يستنفر الجهود حاليا في المركز من أجل تطبيق برامج جديدة لتحسين كفاءة الوقود وتقليل الاستهلاك والتشديد على المواصفات الخاصة في السيارات، حيث يجرى شوارعنا على الأقل 20% من هذه السيارات بمواصفات قديمة، ما يؤدى إلى تفاقم معدلات التلوث. ويظل التحدي الراهن هو تقليل هذا الكم الكبير من السيارات الذي ارتفع بنسبة 100% على الأقل في السنوات العشر الأخيرة، وذلك من خلال الإسراع بشبكة النقل العام التي تتكلف أكثر من 200 مليار في جدة ومكة والمدينة والرياض؛ بهدف تقليل الحاجة إلى السيارات الصغيرة وتخفيف حدة الزحام الذي لم تعد تفلح معه أي مشاريع للجسور والكباري، كما ينبغي أيضا تسريع ملف الربط بالسكك الحديدية الذي يؤدى التأخر في إنجازه إلى خسائر كبيرة، سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية.