تدخل الجيش الجزائري، لفض اشتباكات عنيفة نشبت في مدينة عين صالح في ولاية إليزي (1600 كلم جنوب شرق العاصمة)، إثر تحول الاحتجاجات السلمية ضد الغاز الصخري، إلى مواجهات بين المحتجين وقوات الشرطة. وفاجأت صور عسكريين في المدينة المراقبين، لكن حضورهم ليل الاثنين مكّن من وقف الاشتباكات التي طاولت أضرارها مقراً أمنياً تابعاً للشرطة. وأوكلت الحكومة الجزائرية مهمة استعادة الأمن بمنطقة «عين صالح»، في محافظة تمنراست جنوب الجزائر إلى القوات المسلحة. وتدخلت قوات تابعة للقط اع العسكري لفض الاشتباكات بين السكان وشرطيين. والقطاع العسكري هو فصيل أمني ذو صفة أمنية استخباراتية يتولى مراقبة الأمن وتلقي كل المعلومات عما يحدث في إقليم الولاية. وقالت «اللجنة الشعبية لمناهضة الغاز الصخري» أمس، إن المواجهات التي بدأت عقب تدخل قوات الدرك الوطني لإخلاء «ساحة الصمود» حيث يرابط المحتجون، أسفرت عن إصابة نحو 50 متظاهراً، بينما أكد بيان لوزارة الداخلية الجزائرية أول من أمس، أن ما لا يقل عن 40 شرطياً جُرحوا في المواجهات، وأحرق المحتجون آليات عسكرية تابعة للشرطة. وسمحت القيادة العسكرية في المنطقة بعودة المحتجين إلى «ساحة الصمود» وسط عين صالح، حيث سبق أن أحرق الدرك الخيام التي نصبها السكان للاعتصام. ويُعدّ هذا ثاني تدخل للجيش في فضّ احتجاجات في جنوب الجزائر، فبعد أن أوكلت الحكومة تسيير الملف الأمني في غرداية لجنرال من الجيش يتبع الناحية العسكرية الرابعة، أعادت الكرّة في عين صالح، التي رفض سكانها التحاور مع السلطات المدنية، من نواب ومسؤولين إداريين محليين، من بينهم محافظ «تمنراست». وقال الوزير الأول الجزائري، عبدالمالك سلال للصحافيين، عقب افتتاح الدورة الربيعية للبرلمان أول من أمس: «لم يحدث شيء في عين صالح»، الأمر الذي أثار غضب المعارضة، التي أجمع قياديوها أن ما صرح به سلال «استفزاز للجزائريين». وقال رئيس مجلس الأمة، عبدالقادر بن صالح ، خلال افتتاح الدورة «إنه لا يسمح لأي كان بتعريض البلاد للفوضى وانعدام الأمن». على صعيد آخر، صرح المدير التنفيذي للجنة الدولية لمكافحة الإرهاب جان بول لابورد في العاصمة الجزائرية أمس، أن التجربة الجزائرية في مجال مكافحة الإرهاب «صالحة لأن تكون مثالاً يُقتدى به» بالنسبة للبلدان الأخرى التي تعاني من هذه الظاهرة. وصرح لابورد عقب اللقاء الذي جمعه بالوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والأفريقية عبدالقادر مساهل: «نهتم بتطوير قدرات الدول في مكافحة الإرهاب وتحدثنا عن ابعاد مكافحة الإرهاب الذي لا يتوقف على الأعمال القمعية».