أثبتت الشفافية بكل أبعادها أنها أحد الحلول التي تبحث عنها أنديتنا في زمن تعتبر هذه الأندية «مديونيرة» وليست «مليونيرة»، وهذا يعتمد على السياسة التي ينتهجها رئيس النادي وإدارته، فمهما كان حجم النادي وحجم مصاريفه، لا أعتقد أن هناك رئيساً يمكنه بمفرده أن يدير ناديه لا من ناحية الفكر ولا من ناحية المال. ما دعاني لكتابة هذه المقدمة هو ما شاهدته في لقاء مجلس إدارة نادي الترجي برئاسة إحسان الجشي وأعضاء الشرف الذين يُتوقَّع منهم كثير من الدعم، كونهم من بين تجار هذه المحافظة. ونتيجة لشفافية إحسان ووضعه كل الأرقام والميزانيات أمام الجميع، استطاع أن يشحذ همم هؤلاء الرجال الغيورين على النادي قبل أن يكونوا غيورين على أموالهم، ليهبُّوا مسرعين لسد العجز والمديونية التي كانت ستثقل كاهل إدارة النادي الذي تمكن خلال مائة يوم أن يجمع أعضاء الشرف ومحبي النادي تحت سقف واحد وأن يستقطب دعمهم، كيف لا وهو من تمكَّن من إدارة منتخبات كرة اليد بنجاح واحترافية في فترة سابقة. وبالطبع يجب ألا نغفل واحدة من خطوات التصحيح التي أقدمت عليها الرئاسة العامة لرعاية الشباب من خلال الآلية الجديدة التي سيتم من خلالها التعامل مع ميزانيات الاتحادات السعودية وتسليمها، وهذا دليل على أن هناك محاولات جادة لإعادة مسار الرياضة السعودية إلى طريقها الصحيح، وإن كنا نأمل وننتظر أيضاً أن تكون الميزانيات أفضل حالاً مما هي عليه الآن بالنسبة للأندية على وجه الخصوص. وعودة لنادي الترجي الذي ضرب أروع الأمثلة في استقطاب رجالاته، كما يتفنن فيها نادي السلام برئاسة فاضل النمر الذي بنى منظومة من العلاقات العامة مكَّنته من جمع رجالات حول ناديه يلبُّون احتياجات ناديهم في كل مرة يستدعيهم، وهو ما يخطط له الآن إحسان الجشي، وكم نتمنى أن نجد ذلك في بقية أندية المنطقة التي تعتبر من أفقر الأندية في الدعم الذي تتلقاه من الداعمين، في الوقت الذي هي تستحق منهم كثيراً، لأنها وباختصار هي من تحافظ على أبنائهم، وهي التي أبرزت وأنتجت عديداً من المواهب والطاقات الشبابية في مختلف المجالات. وأخيراً، كم إحسان وكم فاضل تحتاج أنديتنا، إلى جانب كم من الداعمين الذين تحتاجهم المنطقة الغنية بكل شيء، وكم هو جميل ورائع المثال الذي ذكره إحسان عن تلك الأم التي تهيِّئ ابنها البرعم بحقيبته وملابسه الرياضية لكي يذهب لأداء التدريبات في نادي الترجي، فكم أمّ نحتاج في مجتمعنا لتأسيس براعمنا!.