×
محافظة المنطقة الشرقية

توصية بتدريب الأطباء على التعامل مع مرضى الفشل الكلوي

صورة الخبر

يمثل الحي السكني الخلية والنواة التي تشكل المدينة بأكملها ويلعب دوراً هاماً في بناء المجتمع؛ فإذا طورت هذه الأحياء على أساس تخطيطي متين يراعي مقومات وعناصر البيئة السكنية الجيدة بحيث يتوافق فيها التشكيل العمراني للحي مع خصائصه البيئية، ويستجيب لاحتياجات السكان الحياتية والاجتماعية نمت المدينة بشكلٍ صحي سليم، وإذا افتقد الحي السكني لتلك العناصر تهالك الحي عمرانيًا واجتماعيًا، وأصبح نقطة سوداء في جبين المدينة. واقع العديد من الأحياء القائمة ليس بالمرضي ولا يعطي جوانب البيئة العمرانية حقها الكافي، فالمتجول في مدننا يلاحظ بسهولة غياب الحي السكني النموذجي إلا ما ندر فلا الأرصفة الآمنة متوفرة ولا الأماكن المناسبة للعب الأطفال متواجدة ولا أثر للتفاعل الاجتماعي مع عناصر ومكونات الحي السكني. إن غياب الحي السكني النموذجي والمتميز يعود لعدة أسباب يأتي في مقدمتها الأنظمة التخطيطية، ومنها نظام تقسيمات الأراضي المعمول به والذي يسمح بتخطيط وتقسيم الأحياء ولايستلزم من المطورين القيام بتطوير البنية التحتية المتكاملة للحي السكني ويكتفى بمد الطرقات وشبكات الإنارة، مما أدى إلى ظهور أحياء سكنية رتيبة ليس بها حياة تخدم السيارة ولا تحترم المشاة وليس للمناطق الترفيهية والخضراء فيها أي اعتبار، ومن المسببات أيضاً سيطرة الأنشطة التجارية وتغلغلها إلى داخل الأحياء السكنية مما أفقدها الخصوصية، بالإضافة إلى عدم التوجه إلى استخدام أسلوب إدارة الحي السكني من خلال تشكيل مجلس من الملاك بعد الانتهاء من التطوير. إن جودة الحي السكني تعتمد على طيف من العوامل المؤثرة التي تأخذ بعين الاعتبار النواحي البيئية والاجتماعية والاقتصادية وتوفر الخدمات والمرافق العامة على حدٍ سواء، وترتبط كذلك بكفاءة التنظيمات المتعلقة بتخطيط وتطوير الأحياء السكنية، ولكي نصنع لمدننا اليوم وجهاً جميلاً من الأحياء السكنية الجيدة نحن بحاجة إلى كسر المألوف وترك المعتاد والتوجه إلى محاكاة التجارب الناجحة ولن أذهب في ذلك بعيداً، فإسكان أرامكو في المنطقة الشرقية وتحديداً الحي السكني برأس تنورة خير مثال يحتذى، فهو يعتمد على فكر تخطيطي نموذجي، فالاستخدام السكني فيه هو المسيطر ويشتمل على عناصر ومقومات الحي المتكامل، حيث يحتوي على مركز تجميعي مميز وحدود ومداخل واضحة ومحددة وشبكة رابطة من الطرق والأرصفة التي تخدم المشاة ومواقع مخصصة للأنشطة الترفيهية، كما وزعت الخدمات العامة بطريقة تلائم التصميم العام للحي، والأهم من ذلك تم بناء المساكن من مواد قليلة التكلفة لا تعتمد على هياكل إنشائية معقدة. فهل يستفاد من تلك التجربة الناجحة في إعادة الحياة للأحياء السكنية؟؟ أتمنى ذلك.. * متخصص في التخطيط العمراني