تستمر درجة الحرارة في المنطقة الشرقية منخفضة نسبيا اليوم، ومماثلة للمعدل الموسمي خلال هذه الفترة من العام، ويطرأ بعض التراجع في اليومين المقبلين نتيجة تحول اتجاه الرياح إلى شمالية ومتقلبة الاتجاهات عالية السرعة حتى نهاية الأسبوع، الذي يساعد أيضا في تدني نسبة الرطوبة السطحية، فيما تكون الأجواء مستقرة خلال 24 ساعة بشكل عام، ويمتد شريط سحابي من شمال غرب المملكة إلى الشمال الشرقي بغطاء من الغيوم في مساحات واسعة، ويعقب ذلك نشاط الرياح السطحية اعتبارا من يوم غد الأربعاء -بإذن الله- تحد من مدى الرؤية الافقية وتثير الغبار والأتربة، ويكون الانخفاض في درجات الحرارة على منطقتي الرياض والشرقية مؤقتا، وقد يستمر لعدة أيام حتى مطلع الأسبوع القادم، وتكون الحرارة مرتفعة في الساحل الغربي مع تأثر الرؤية الأفقية بالعوالق الترابية، ومن المتوقع تهيؤ الفرصة لمتغيرات قادمة في نهاية هذا الأسبوع، تؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار الجوي. وتشير توقعات خبراء الطقس إلى بداية تأثر الأجزاء الشمالية والشمالية الشرقية من المملكة اليوم، بحالة محدودة من عدم الاستقرار الجوي تستمر حتى الأربعاء، وقد تتخللها زخات خفيفة من الأمطار الرعدية -بمشيئة الله- وخاصة على منطقة الجوف وتبوك ومنطقة الحدود الشمالية وشمال الشرقية في محافظة حفر الباطن وما جاورها، ويعود سبب ذلك إلى كتلة هوائية باردة متواجدة في حوض شرق المتوسط يمتد تأثيرها إلى المملكة بدرجات متفاوتة، تترافق بنشاط الرياح الشمالية الغربية تثير الأتربة والغبار، كما تعمل على انخفاض نسبي في درجات الحرارة إلى أقل من معدلاتها بقليل، ثم تنحسر الأجواء المغبرة يوم الخميس، فيما تعد هذه المتغيرات مألوفة بفصل الربيع الذي يتميز بالأجواء المتقلبة وغير المستقرة، والتي تشتد من منتصف شهر مارس بكثرة العواصف الرملية وموجات الأتربة والغبار. وفي سياق متصل، قال خبير الطقس الدكتور عبدالله المسند، الأستاذ بجامعة القصيم، إن شهر مارس يتزامن عادة مع بداية فترة المنخفضات الجوية المسماة بـ(الخماسين)، والتي من خصائصها تحريك الرياح الجنوبية الحارة والجافة، والتي تأتي في مقدمة المنخفضات العابرة، حيث تنشط الرياح السطحية المؤدية إلى إثارة الأتربة والغبار، مشيرا إلى اعتبار فصل الربيع أكثر فصول العام حدوثا للعواصف الغبارية وفق المؤشرات الإحصائية، يليه فصل الصيف ثم الشتاء، وأخيرا فصل الخريف، وبالنسبة للأمطار فإنها تكون خلال شهري مارس وأبريل -بإذن الله- رعدية مصحوبة بالبرد أحيانا، وذلك لظروف الأجواء الدافئة نسبيا، والفروقات الحرارية البينية بين السطح والعلو، إضافة إلى أن شهر مارس يعد الأكثر أمطارا في المنطقة الوسطى بعد شهر أبريل، بحسب الاستقراء المناخي التاريخي، كذلك فإن طقس المملكة على وجه الخصوص من الصعوبة والتعقيد بمكان، لدرجة أن موسم الأمطار لا يكاد يخضع لنمط تكراري، ومعظم المحاولات في التنبؤات للمستقبل ليست دقيقة ولا موثوقا بها تماما، وإن صدقت مرة أو مرتين فهي من باب الاجتهاد الذي قد يصيب مرة ويخطئ مرات، فيما تؤخذ التقديرات في الاحتمال لفترات قصيرة المدى، فكلما قصرت الفترة الزمنية، زادت نسبة الثقة والعكس صحيح، ويعتبر التنبؤ بعنصر المطر هو الأصعب ونسبة الثقة فيه ضعيفة بخلاف بقية عناصر المناخ كدرجة الحرارة والرياح والرطوبة وتكوّن السحب وغيرها. من جهتهم، قال فلكيون: إن هذه الأيام تعد البداية الفعلية لفصل الربيع، خلافا لما هو معروف فلكيا في بداية الربيع يوم 21 مارس من كُل عام، وهو موعد الاعتدال الربيعي الذي يتساوى فيه طول الليل والنهار، ثم يكسب النهار دقائق إضافية من الليل بشكل يومي، حيث تُصبح ساعات النهار أكثر من الليل، وبالتالي زيادة الحرارة تدريجياً تمهيدا لقدوم فصل الصيف، ووفقا للخبراء أنه اعتبارا من أول مارس، تبدأ الأنظمة الجوية بالتغير ما بين حرارة الصيف وبرد الشتاء، فتزداد الفترات الدافئة وتتفاقم التقلبات الجوية المُفاجئة، الذي يعني تقديم موعد الربيع فعليا بحوالي ثلاثة أسابيع، كذلك فإنه من النادر أن يمُر فصل الربيع دون حدوث حالات جوية متطرفة، حيث تتأثر المنطقة عادةً بموجات غبار قوية وحالات عدم استقرار جوي قوية تجلب الأمطار الرعدية للمنطقة، مرورا بفترة المنخفضات الجوية الخماسينية، التي تنقل الغبار من الصحراء الكبرى، بالتزامن مع أجواء حارة.