كنت في غاية القلق وأنا أتابع الأسبوع الماضي جل مواقع التواصل الاجتماعي وهي تتناقل رسالة عن صدور أوامر بوقف وحظر النقاش المجتمعي حول السينما ورياضة البنات وقيادة المرأة للسيارة. وفي موقفي الشخصي هذه القضايا الثلاث لا تعنيني أبدا من كل جهات بوصلة جسدي الأربع، وأنا مؤمن أيضا تمام الإيمان أنها مجرد ثلاث قضايا للحديث الشفهي أو الكتابي الذي سيدوم لمجرد النقاش والجدل ما دامت الشمس تشرق على رمال هذه الجزيرة. تأكدت فيما بعد، ومن مصادر موثوقة مختلفة أنه لا يوجد أي حظر أو منع أو وقف للحديث عن هذه الحزمة من الممنوعات الاجتماعية. كنت في غاية السعادة لأن هذه الحزمة من الممنوعات ستبقى على طاولة النقاش لأن فيها تسلية كبرى وأيضا تمضية وقت هائلة أعطتنا ليالي طويلة من الحوارات الساخنة. خذ مثلا لو أن هذه التغريدة الكاذبة صحيحة؟ فما الذي سيبقى إذاً من الجدل والنقاش الملتهب ما بين القطبين الشهيرين من حوارات الدكتورين محمد آل زلفة ومحمد النجيمي إذا ما حظرنا الحديث عن قيادة المرأة للسيارة؟ نعلم أنها مجرد حوارات تلفزيون لأن الإحصاء يقول إن امرأة سعودية واحدة تجيد قيادة السيارة من بين كل سبعة آلاف امرأة في البلد. إذاً اتركونا للذة الحوار والنقاش بدلا من إشاعة الوقف والحظر. دعونا نستمتع ونلهو ونقطع ساعات يومنا الطويل على آخر أخبار سلمى وليلى وحصة والجوهرة وهن يهددن بقيادة السيارة على طريق مهجور ما بين القويعية وجنوب المزاحمية. دعونا مثلا نكتب ونلهو ونستمتع بالتصريح الخطير لمعالي الوزير الصديق، عزام الدخيل وهو يقول ما قبل الأمس بالحرف..تسألني عن رياضة البنات في المدارس وسأرد:. لن تكون هناك رياضة إلزامية أبدا أبدا في هذه المدارس. دعونا نلعب بعد هذا التصريح في المساحة ما بين الإلزامي والاختياري في تصريح معالي وزير التعليم حتى ولو كنا نعلم علم اليقين أن كرة منسمة لن تدخل باب المدرسة الثالثة والسبعين ما دامت الشمس تشرق على جزيرة العرب. اتخذوا قراركم الصارم الحازم في كل القضايا وفي شأن كل حزم الممنوعات ولكن لا تحظروا ولا توقفوا الحديث والكتابة عنها لأن هذه الروزنامة من حزم الممنوع المجتمعي هي السينما الوحيدة التي نسهر عليها كل مساء في متعة الجدل وسخونة الحوار. أوقفوا أي قرار حول السينما ولكن لا تحظروا علينا الحديث والجدل والكتابة حول سينما هذه الممنوعات لأنها سهرتنا المسائية الوحيدة. علي سعد الموسى نقلا عن الوطن