يقول دينيس بيركامب عن لحظات إبداعه وإبهاره ولقطاته التي غالبا ستجدها لديك على hard desk قديم: صناعة الهدف بالنسبة لي أشبه بأحجية.. لغز عليك حله، وقد كنت موفقا في ذلك.. اللاعب الذي دار بالمدافع في لقطة غريبة ليسجل، المهاجم الذي تسلم الكرة وراوغ روبرتو أيالا في لقطة واحدة ليرسل هولندا إلى نصف نهائي كأس العالم، النجم الممتع الذي يخاف من الطيران وراهن إنتر ميلان على فشله في أرسنال هو ضيف الحلقة الجديدة من حوار مع اسطورة.. دينيس بيركامب. أحجية الأهداف المهاجم يحب التسجيل، بيركامب يحب صناعتها، إذ أفصح صناعة الهدف أشبه بحل اللغز، تفكر جيدا، ترسم صورة في رأسك، تختار أنسب إجابة، وتحل الأحجية. مثلا هدف بيركامب في الأرجنتين، الهدف الذي يقول عنه: الأجمل في حياتي. وحكى بيركامب حين تكون الكرة مع لاعب من زملائي، أنظر لعينيه.. رأيت في عين فرانك دي بوير تلك النظرة التي أحفظها، حين ينظر لمكان ما في الملعب، أعلم أنه سيمرر هناك.. فأبدأ الركض. وأردف قبل أن تتسلم الكرة تنظر لزاوية التصويب، كانت مغلقة، فقررت مراوغة المدافع (روبرتو أيالا) وأنا أتسلم الكرة لفتح زاوية التسديد، وقد كان. هدف يحتاج لأعصاب فولاذية، كان يمتلكها بيركامب بحكم رحلته وبدايته.. جبل الثلج يحكي بيركامب: أولادي الآن يتدربون في أكاديمية بأياكس، أقول لهم العبوا بابتسامة على وجهوكم، فيضحكون ويتهكمون علي قائلين: حسنا يا جبل الثلج. كان بيركامب ملقبا بجبل الثليج لأنه بارد دائما، هادئ دائما، لا يتأثر بالضغط، وربما لهذا هو يعرف كيف يبدع ويتحكم في الكرة. ويوضح بيركامب أسرتي علمتني ذلك.. تخيل أن أكاديمية أياكس طلبت التعاقد معي وأنا في الـ11 من عمري، وأسرتي رفضت. وتابع أسرتي ظنت أن مسؤولي أياكس تعاملوا معهم بتعال، قال لي والدي إنهم مجموعة ممن يرتدون الجواكيت الثقيلة وأفواههم كبيرة، يتحدثون ولا يفعلون. وأردف ضاحكا حمدا لله، أصرت إدارة أياكس على ضمي في العام التالي، وبدأت رحلتي هناك، أهلي وافقوا فقط لأن جاري في الشارع كان معي في تلك التجربة. كيف أصبحت رائعا يا بيركامب؟ يجيب تخيل من كان مدربي في أياكس وأنا في الـ12 من عمري؟ يوان كرويف نفسه.. لقد حضر أكثر من مران لنا. وأكمل مدرب بهذا الحجم يتعامل مع أطفال.. يجعلهم ينضجون، لهذا جيلي كان رائعا.. تحدث معي مرة وأنا في الـ13 وقال لي، لماذا لا تلعب من أجل المتعة.. جربت وطريقته نجحت. كرويف: لا بعد النجاح في أياكس.. وصلتني العديد من العروض، اتصلت بيوان كرويف لاستشارته، وكلما قلت له اسم أحد الفرق المهتمة، رد بكلمة واحدة، هي لا. وأوضح بيركامب كان هدف كرويف أن أنتقل إلى برشلونة. وأفاد لهذا كان أي اسم أخر مرفوض بالنسبة لكرويف.. لكن عيني كانت على أقوى مسابقة في العالم آنذاك، الكالتشيو. المثلث البرتقالي رود خوليت وفرانك ريكارد وماركو فان باستن كان يبدع مع ميلان، الكرة الهولندية كانت لها سفراء رائعين في الكالتشيو، ولهذا نجح بيركامب كان مضمونا. يقول بيركامب: لم أرغب في الذهاب لميلان حتى لا أصبح ظلا لنجوم هولندية أخرى في الفريق، لهذا فضلت إنتر. حمار الاسبوع لكن رحلة بيركامب في إيطاليا كانت سيئة، لدرجة أن رئيس إنتر ميلان بعدما أتم صفقة انتقال اللاعب رسميا لأرسنال، غمز لمدرب المدفعجية وقتها وقال له: اشرب.. ستكون محظوظا لو سجل لك 10 أهداف!. الإعلام الإيطالي وصف بيركامب مرة بأنه حمار الاسبوع.. وحتى حين حلق شعر رأسه، كتبت صحيفة جازيتا شعر بيركامب يتساقط من الضغوط والخوف. ويعقب بيركامب على كل هذا حسنا، كان الإعلام الإيطالي يكرهني، كانوا يرغبون في أن أتحدث إليهم كل يوم، كل يوم فعليا، وحين أغلق على نفسي الباب وأرفض الرد يهاجموني بعبارات مثل حمار الاسبوع. وعن فشله في إيطاليا، تحدث في هولندا كنت أحصل على 5 فرص لأسجل، لهذا كنت هدافا.. في إيطاليا لو كنت محظوظا، فالكرة ستصلك في وضع يسمح لك بالتسجيل مرة واحدة فقط في المباراة. وأضاف وعدني مدرب إنتر بأن يستخدم خطط هجومية، لكنه لم يكن وفيا، لهذا رحلت إلى إنجلترا. وأردف لكني تعلمت كثيرا في إيطاليا.. تعلمت كيف تلعب أمام 3 مدافعين، وكيف تتصرف بشكل فردي جيدا. - في أرسنال اللاعبون كلهم يشربون البيرة، هل استتطعت التكيف مع هذه الحياة؟ ورد بيركامب باسما لا، أنا هادئ، جبل الثلج كما يقولون عني! لا أشرب، كنت أقضي وقتي بعد التمرين في السير مع زوجتي في الشوارع. وأكمل كنت أرى كل لاعبي أرسنال يشربون في الحانة، لكن الغريب فعلا أنهم في اليوم التالي تراهم على نفس القوة والنشاط والتركيز. وأردف من الجيد أنهم لم يحاولوا تغيير شخصيتي، وعلى كل حال في العام التالي جاء فينجر وألغى كل هذه التقاليد. - لماذا لم تفز هولندا بألقاب رغم أجيال كرويف وفان باستن وصولا لك؟ لأن كلنا من نوعية واحدة، كل لاعب في هولندا هو موهوب صاحب تقنية عالية، لكن لا يوجد تنوع كاف في الفريق.. مثلا، العرقلة باتت مهمة في كرة القدم، ونحن لا نفعل ذلك بشكل كاف. - هل الخوف من طيران قيد مستقبل كثيرا؟ بالعكس لقد حررني، كنت أشعر الخوف وأحمل هم رحلة الطيران قبلها بأيام طويلة، بعد قراري بعدم السفر بالطيران كانت النتيجة أني أكثر هدوء. - أفضل زميل لعبت بجواره؟ أيان رايت كان مبهرا.. نيكولا أنيلكا كان اللعب بجواره سهلا لأنه سريع للغاية لكن لو سأختار واحد فقط، سيكون بلا شك تييري هنري. مع أنيلكا أنت تمرر لكنك تكون حريصا على وضع الكرة أمامه ليركض ويسدد مباشرة، لكن هنري كان مهاريا للغاية.. أي تمريرة له تنجح! ولو سأختار شريكا الآن، ربما سيقع اختياري على ديفيد بيا، فهو يفعل كل شيء فعلا في أرض الملعب، من تسجيل لركض سريع لتمرير دقيق لتصويب وفاعلية. - من هو أصعب مدافع واجهته في حياتك؟ ربما هو سول كامبل وياب ستام.. كلاهما ضخم، قوي، سريع، ويجيد قراءة اللعب.. هذا أمر صعب للغاية. لكني لعبت أمام مدافعين من نوع أخر مثل ماركو ماتيراتزي وسينسيا ميهايلوفيتش، أفواههم كبيرة وتقول كلمات بذيئة دوما، ويركلون في الأقدام ويظنون ذلك فنا. - الآن السؤال الأخير والأهم.. كيف سجلت هدف نيوكاسل بهذه الطريقة؟ أتم بيركامب سأصدقك القول، لقد كان الحظ حليفي.. لم أهدف لشيء وأنا أتصرف بالكرة، فقط فعلت ما فعلت، وسجلت.. هناك أهداف أحضر لها جيدا وأعرف كيف سأتصرف بالكرة قبل أن تصلني، أمام نيوكاسل كنت عفويا.