كشفت شرطة منطقة الرياض غموض مقتل أربعة وافدين من الجنسية الهندية والبنجلادشية عقب العثور على جثثهم تباعاً متعفنة في عدة مواقع بأحياء العاصمة الرياض والقبض على اثنين من الجنسية الباكستانية في العقد الثاني من العمر إثر تورطهما في الجريمة بسبب علاقات محرمة تربط أحد الضحايا بامرأة سيرلانكية كانت على علاقة سابقة بأحد الجناة فيما غدرا بالثلاثة الآخرين من أجل المال والحصول على الحشيش. البداية كانت عندما تلقت إدارة دوريات الأمن بلاغاً من أحد المواطنين مفاده انبعاث رائحة كريهة من مركبة تقف بحي الفوطة خلف أحد الأسواق، وبعد فتحها وجد بداخلها جثة مجهولة في حالة تعفن شديد، وبها آثار لخمس طعنات نافذة في منطقة البطن وجروح قطعية في اليد اليسرى وبالتحقق من وضع المركبة اتضح أن اللوحة المثبتة عليها عائدة لسيارة أخرى مبلغ عن سرقتها لدى مركز شرطة الديرة. وأسندت مهمة البحث والتحري عن مرتكبي هذه الجريمة إلى إدارة التحريات والبحث الجنائي، حيث اتخذت كافة الإجراءات والتدابير البحثية للتعرف على هوية المجنى عليه ومن ثم محاولة معرفة ظروف وملابسات الجريمة، وأسفرت تلك الجهود عن الاشتباه بوافدين من الجنسية الباكستانية حيث تم إخضاعهما لجلسات تحقيق مركزة نتج عنها إقرارهما بالتخطيط لقتل أحد الوافدين (من جنسية هندية) نظراً لإقامته علاقة محرمة بامرأة سيرلانكية كانت على علاقة سابقة بأحدهما، حيث واعداه وحال حضور المجنى عليه قام الجاني وشريكه في الجريمة بالركوب معه بسيارته الفان وطلبا إيصالهما إلى أحد المواقع وفي الطريق باغتاه بخنقه وطعنه ثم تعاونا على لفه ببطانية وألقيا جثته خلف مستودعات بحي السلي، وأخذا سيارته وأوقفاها بحي الفوطة، وبعد هذه الحادثة بأسبوع احتاجا مبلغاً من المال لشراء مادة الحشيش من أحد المقيمين من الجنسية الباكستانية (تم القبض عليه في وقت لاحق)، فقاما باستدراج وافد بنجلاديشي يعمل سائق سيارة أجرة وطلبا منه إيصالهما إلى حي الصحافة، وعند وصولهما بادره أحدهما بخنقه بقطعة قماش فيما قام الآخر بطعنه عدة طعنات بسكين كان يحملها وسرقا ما معه من نقود، ثم قاما بنقل جثته إلى حي الفوطة ووضعاها داخل السيارة التي كانت بقيادة الضحية الأولى، وبعد ذلك استخدما سيارته في تنقلاتهما. وفي الجريمة الثالثة قاما بالترصد لوافدٍ من الجنسية الهندية يقود سيارة أجرة وطلبا منه إيصالهما إلى أحد المواقع بحي الصحافة، وحال وصولهما قام أحدهما بخنقه والآخر طعنه بالسكين، ثم اتجها به إلى حي العارض وقاما بإخفاء جثته بإلقاء كمية من الأخشاب عليها ثم سرقا سيارته لاستخدامها في تنقلاتهما بعد تركيب لوحات سيارة قاما بسرقتها من حي الديرة، وبعد ذلك أوقفا السيارة إلى جوار السيارة الأولى بحي الفوطة. ولرغبتهما في الحصول على سيارة أخرى لتنقلاتهما فقد ترصدا لوافد من الجنسية البنجلاديشية يعمل سائق أجرة وطلبا منه أن يقوم بنقلهما من البطحاء إلى حي الصحافة، وعند وصولهما إلى الوجهة المطلوبة قام الأول بخنقه والثاني طعنه بالسكين، ثم نقلاه إلى حي العارض ودفناه تحت التراب. كما جاء من ضمن اعترافهما أنه سبق لهما وأن أقدما على سرقة سيارة من نوع «فان» من حي الديرة وأخذا ماكينة السيارة وبيعها في التشليح لشراء الحشيش ثم أحرقا المركبة في حي وادي لبن. وقام الجانيان بالدلالة على مواقع الجثث والتي كانت في مرحلة متقدمة من التعفن، والسيارات الخمس وطابقت أقوالهما الواقع والمعاينة الأولية لتلك الجثث والمواقع وصدقت أقوالهما شرعاً. ولا تزال التحقيقات جارية للكشف عن أي جرائم أخرى قاموا بارتكابها تمهيداً لبعثهما لجهة الاختصاص لإحالتهما على القضاء الشرعي لينالا جزاء أفعالهما الشنيعة واجتثاث الشر الكامن في نفوسهما.