من يقود السيارة اليوم في أي مدينة من مدن المملكة؛ يتمنّى من أعماق قلبه أن يعود إلى أهله ومنزله سليمًا معافى مهما كان قصر المشوار الذي خرج من أجله، فقد أصبحت القيادة اليوم أمرًا مرعبًا للغاية، فلا تكاد تجد بين السائقين مَن يلتزم بأنظمة وقواعد المرور، سواء في الوقوف والالتزام بالإشارات، أو العلامات المرورية، أو التقيد بالسرعة المحددة، أو القيادة بطريقة صحيحة دون تجاوز المسارات المحددة. لا فرق بين مستوى القيادة اليوم ومستواها قبل عشرة أو عشرين عامًا، بل على العكس زاد عدد السيارات الموجودة في الطرقات بنسبة كبيرة، ولم يتحسن مستوى القيادة؛ لأنه لم يتم هناك أي التزام لا من المواطنين ولا حتى المقيمين بتعليمات المرور ولا القواعد المرورية، ممّا جعل القيادة في الطرقات اليوم أشبه بمغامرة خطرة، يفكر الإنسان عدة مرات قبل أن يخوضها. لم تفلح معظم الأيام المرورية التي تم تنظيمها من قبل إدارات المرور في السابق، ولا وسائل التوعية، ولا النشرات التعليمية المطبوعة، ولا اللوحات الإرشادية، فكل ذلك لم يتجاوز أثره اليوم الذي كان يتم تنظيمها فيه، وما أن ينتهي ذلك اليوم فإن تلك المناسبة تُنسى ويُمْحَى أثرها، والشيء الوحيد الذي شعر الناس بأهميته، وحرصوا على الالتزام به، والحذر منه هو نظام (ساهر)، سواء ما يتعلق بتجاوز السرعة النظامية، أو تجاوز الإشارات المرورية عند بعض التقاطعات، والسبب معروف للجميع، هو الخوف من رصد المخالفات التي تمس الدخل المادي للفرد، ممّا جعل الفرد يُفكِّر جديًّا قبل أن يرتكب أي مخالفة مرورية. لقد أثبتت التجارب العالمية أن أفضل وسيلة للالتزام بالقواعد المرورية هو المساواة في تطبيق العقوبات والغرامات المالية على جميع المخالفين -كائنًا مَن كان- بحيث يعلم المخالف أن لا مفر من العقوبة مهما كان منصبه أو علاقاته، وأن يتم تعميم أسلوب ساهر ليشمل كافة المخالفات المرورية، فهذا هو الأسلوب الأمثل، والذي يمكن من خلاله أن يتحسن وضع القيادة لدينا، فكل ما يحدث في الطرقات اليوم من مخالفات مردّه أن المخالفين قد أمنوا العقوبة، فلم يلتزموا بقواعد المرور. Ibrahim.badawood@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (87) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain