×
محافظة المدينة المنورة

حجاج اللحظات الأخيرة.. «ربنا كتبها»

صورة الخبر

متابعات محمد العشرى(ضوء):بعد أن اجتهد في حياته العملية وأسس لنفسه مستقبلاً زاهراً وعيشة رغيدة.. وقضى في بلاد الغربة 26 عاماً.. فكَّر فخر الزمان أن يعود إلى بلده بنغلاديش.. وها هو اليوم يكلل هذا المسعى بالتكفير عن ذنوبه التي يقول إنه ارتكبها بسبب هجران أمه وأسرته طوال هذه المدة.. ويضيف: فضلاً عن أني كنت مصمماً على طلب العلم، فقد كانت ظروفنا المالية صعبة جداً؛ لذا سافرت لتحقيقهما، ولأن أبي رفض عودتي للبلاد فلم يكن موافقاً على سفري أصلاً، لذا مكثت طوال هذه السنوات، وها أنا ذا أعود اليوم مؤملاً غفران كل هذا الجحود لأمي التي بلغت من العمر 92 عاماً. التقينا الحاج فخر الزمان من بنغلاديش بين الجموع وهو يصر على قيادة الكرسي الذي تجلس عليه والدته التي بدا عليها كبر السن وعدم المقدرة على فعل شيء، رافضاً أن يساعده أحد في قيادة والدته. وبحسب صحيفة الشرق يقول فخر الزمان: رفضي مساعدة أي حاج لي ليس خوفاً من أحد أو كبرياء، ولكني أذنبت كثيراً في حق والدتي وحق أسرتي وأود التكفير عن ذنبي هذا بحملها والتنقل بها في كل مكان من هذه المشاعر المقدسة دون مساعدة أحد، وكل ذلك من أجل أن تسامحني وأن يتحقق لها الحلم الذي كانت تحلم به الذي يعد بالنسبة لها مستحيلاً، خصوصاً بعد أن توفي والدي الذي لم يكن في استطاعته تحقيق حلم والدتي لظروفه المالية الصعبة جداً. أما الأم فاكتفت بالإشارة بيدها للأعلى ربما طلباً للغفران لابنها والهداية له، أو الشكر لله على أن وفَّقها لحج هذا العام. قطيعة وعلى صعيد عرفات الطاهر، التقت الشقيقتان «آني وماريا» من حجاج دولة إندونيسيا، بعد قطيعة دامت لأكثر من 25 عاما، إثر خلاف عائلي حدث بين «آني» ووالدتها، بسبب مطالبتها بحصتها من الإرث بمنزل والدها بعد وفاته، إلا أن الخلاف تطور بينهما ما أدى إلى بعدها عن أهلها طيلة تلك السنوات، بعد حصولها على نصيبها من الإرث وهجرها هي وزوجها للقرية التي تحتضن أهلها.. فالمشهد كان مؤثرا تخلله عناق متواصل ودموع تفضح قسوة الزمن ولوعة البعد. ووفقا لصحيفة عكاظ ذكرت «آني» أنها كانت تشعر بالحنين والحاجة إلى أهلها والاطمئنان عليهم، إلا أن عناد زوجها الذي خيرها بين البقاء مع أولادها أو الطلاق حال بينها وبين التواصل معهم، وبعد عدة سنوات من القطيعة والفراق تنقلت «آني» للعمل في أكثر من دولة عربية وخليجية بسبب الأحوال المادية الصعبة التي تعاني منها أسرتها، ما أجبرها للعمل كعاملة منزلية إلى أن حطت رحالها بمنزل أسرة خليجية جاءت لأداء فريضة الحج معهم هذا العام، وقد عقدت النية بأن تبحث عن أهلها عندما تعود إلى موطنها ولا تفارقهم أبدا خاصة بعد أن علمت ارتباط زوجها بامرأة أخرى خلال غربتها. وأضافت «أتيت إلى الحج وأنا أدعو الله في سري بأن يجمعني بأهلي ويغفر لي هجراني لهم، وخاصة والدتي فأنا الآن أم فارقت أبناءها لسنوات بسبب ظروف عملي، وأشعر بإحساس أمي التي فارقتها لـ25 عاما». وختمت بالقول «أمضيت يوم التروية بمشعر منى أدعو وأبتهل فجمعني الله بشقيقتي الصغرى التي جاءت للحج برفقة زوجها دون ميعاد وتم الصلح بيننا والحمد الله».