في ظل التوتر القائم في المنطقة وتتالي الأحداث السياسية التي تعصف بكثير من الدول الشرق أوسطية تبقى الرياض محور ارتكاز المنطقة لتلعب دور المنقذ المنتظر الذي تثق فيه الشعوب والقادة جميعا ويعول الساسة كثيرا على الدور السعودي في ردمِ الهوة بين كثير من الدول ليلتقي الجميع على طاولة الحوار في البلد الذي يجتمعُ حوله الفرقاء. وما الزيارات المتتالية التي يقوم بها قادة كثير من الدول العربية والإسلامية إلا دليلٌ قاطع على أنّ هناك ما يُدار في المطبخ السياسي السعودي، وهو بلا شك سعي حثيث لمبادرة يتبناها الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله للمّ الشمل وتوحيد الصفوف، والافتراقات لم تعد ملائمة في ظلّ الظروف الراهنة التي تحيط بالعالم الإسلامي وتداعيات الإرهاب التي باتت تعيث فسادًا في كثير من الدول العربية العراق واليمن وسوريا وليبيا ولبنان مثلا. كل ذلك يحتاج إلى وقفة صادقة من رؤساء الدول ونبذ الخلاف العربي – العربي، وتوحيد الصفوف وفرض اللحمة العربية لتجنيب الشعوب ويلات الإرهاب وإرهاصاته. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بالحل السياسي والحوار المنطقي وتجاوز الخلافات السياسية أيًّا كان مستواها، وتصفية النوايا والعمل من أجل تحقيق التنمية المستدامة للبلدان العربية، وتسخير طاقات الشعوب نحو العمل والإنتاج، وخلق بيئة جاذبة للاستثمارات الاقتصادية التي تساعد على تحول الدول وممتلكاتها إلى ثروات يمكن الاستفادة منها للأجيال المقبلة. نعلم جيدا أن ذلك يتطلب تنازلات سياسية وتحولات في موازين العداء بين مكونات الشعوب الحزبية ومزيدا من تبادل الثقة بين الفرقاء. وطالما أن من يحمل هذه الراية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله، فلا يساورنا شك في أن المسألة لا تعدو أن تكون مسألة وقت فقط لا غير، وستتبلور تلك الأفكار إلى واقع ملموس تعيشه الأمة قريبا بإذن الله. والله نسأل أن يسدد ولاة أمرنا ويصلح شأن المسلمين. رابط الخبر بصحيفة الوئام: الملك سلمان وتطلعات العرب