أكد تقرير حديث انخفاض معدل الجريمة في السعودية بنسبة 10% عام 2014 مقارنة بالأعوام السابقة، وهو معدل يشير إلى أمل استمرار هذا الانخفاض في السنوات القادمة لو استمرت العوامل التي تساند الوضع الأمني بالشكل الصحيح. وبشكل موازٍ مع اطلاعي لهذا التقرير، اطلعت على تقرير آخر يؤكد أن حوادث السيارات على الطرق أدت إلى 5 آلاف حالة وفاة عام 2014 فقط؛ وكان السبب الرئيسي لحوادث الطرق السريعة هو شعور سائقي السيارات بالنعاس. أي أن هناك ضحايا كان قدرهم أن يكون المتسبب في وفاتهم إهمال وتعدي الآخرين عليهم. والجريمة بتعريفها المبسط هو أي فعل يتعدى به الشخص عدوانياً على أي حق، ويعاقَب قانونياً على ذلك. وحينما يطبق هذا المفهوم المبسط على سلوك قيادة السيارة لدى المجتمع في مدينة واحدة كمدينة الرياض فكم نجد من جريمة تُرتكب في فترة زمنية محددة، كاليوم الواحد مثلا؟ بل في ساعة واحدة تتجول بها بسيارتك قد تجد ما لا يقل عن خمس حوادث مرورية!! والأكثر عنفاً من ذلك أن تجد حالات انقلاب لسيارات خاصة أو ليموزين داخل نطاق المدينة!! وقد لاحظت بشكل شخصي أن السلوك الخطير الذي يمارَس في قيادة السيارة بمدينة الرياض من البعض أكثر عدوانية حتى من قِبل الأجانب، سواء العاملون لدى العائلات أو من قبل منسوبي الشركات الخاصة وشركات الليموزين.. ما يعطي انطباعاً أولياً بأن التعمد والترصد لمخالفة النظام أصبحا روتيناً يمارسه السعودي وغير السعودي دون أدنى مبالاة بالقانون وحقوق الآخرين. مع عدم جدوى مؤثرات عدة، كانت كفيلة بانتظام سلوك معظم سائقي السيارات، منها ما هو ذاتي مستمد من العقيدة التي تحرّم الاعتداء على الآخر، واجتماعي تقليدي يدعو إلى الالتزام بالاحترام، إضافة إلى المؤثر القانوني الذي إلى الآن لم يصل لمستوى كفيل بصناعة سلوك عام يخدم الحركة المرورية. وقد طالعتنا الصحف على تعاقد الهيئة العليا لتطوير الرياض مع شركة عالمية لتصميم وتنفيذ نظام الحركة المرورية، وأهمها مسارات التدفق وتوقيت إشارات المرور.. وأتمنى أن يتوسع هذا النشاط؛ ليشمل إقرار نظام رادع؛ يحسّن من التعامل الأخلاقي، ويرفع معدل الذوق والاحترام لدى كثير من السائقين؛ ليشمل أيضاً نظام المواقف وتعدي البعض على مسارات الطرق من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار وأصحاب الوقوف العشوائي.