×
محافظة نجران

طريق مزدوج لربط نجران بشرورة والوديعة

صورة الخبر

الأسبوع الماضي لَفَت نَظَري خَبَر بثته (الجامعة الإسلامية) بالمدينة المنورة، تنفي فيه أن يكون (الداعشي أبوسليمان الجهبذي) المتهم بذبح الأقباط المصريين في ليبيا (أحد طلابها أو خريجيها)، بعد أن تناقلت بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الزّعمَ بأنه تَخَرّج فيها!!. طبعًا حَقّ الجامعة الإسلامية أن تكشف الحقيقة، وأن ترفض انتساب ذلك الإرهابي لها، ولكن لِنَفْرض (جَدَلًا) بأن ذلك الرّجُل أحد المتخرجين فيها هل يَقْدح فيها؟! هل نَتهم مناهجها؟! وهي التي تخرّج فيها منذ تأسيسها عام 1381هـ ما يزيد على سبعين ألف طالب ينتمون لأكثر من (167 دولة حول العالم)، عادوا لأوطانهم يحملون وسطية الإسلام وسماحته، وكانوا في عمومهم تَنْوِيْريين في فكرهم ودعوتهم، وساهموا في بناء مجتمعاتهم، وَتَرَبّع الكثير منهم على مناصب قيادية، فمنهم الرؤساء والوزراء والقضاة والعلماء والسفراء والمعلمون. فلو شَذ نَفَرٌ من أولئك الخريجين عن هذا الطريق المستقيم أو ذلك المنهج الوسطي المعتدل؛ فلا ذنب للجامعة أو لمناهجها أو للدولة التي تحتضنها وترعاها. وهنا مسارعة الجامعة واضطرارها للنفي أراه يأتي خضوعًا لظاهرة إعلامية برزت مع بدايات العمليات والتفجيرات الإرهابية التي حاولت النّيل من بلادنا عام 1995م؛ حيث تبحث التقارير والتحقيقات الصحفية عن المدارس والجامعات والأحياء والمساجد التي ينتمي لها مَن اعتنقوا الفكر الضال ومارسوا الإرهاب؛ وكأن تلك المحاضن التربوية ومقرراتها هي مَن غَرسَت تلك الأفكار المنحرفة في عقول ونفوس أولئك. فيا هؤلاء يكفيكم جلدًا واتهامًا لمناهجنا ومدارسنا وجامعاتنا بل وديننا الإسلامي؛ فمن مخرجاتها برز العلماء والدعاة والمفكرون وذلك الشعب الطيب المتسامح، بل أنتم يا مَن تتهمونها وتزعمون وسطية فكركم قد تخرّجتم فيها!! يا هؤلاء في بلاد الغرب والشرق يقوم بعض المتطرفين بجرائم قتل وأعمال شاذة ضد المخالفين لهم في المعتقد والفكر والجنسية، ولعل أقرب الشواهد إزهاق أرواح بعض مبتعثينا في أمريكا وبريطانيا بدم بارد، ومع ذلك لم نرَ من وسائل إعلامهم وكُتّابها اتهامات للدّين أو المقررات أو المجتمع!. أخيرًا الدول العظمى تنفق المليارات وتدعم المحطات الإعلامية الكبرى من أجل تحسين صورتها، ونحن (ظُلمًا) بألسنتنا نُسيء لأنفسنا، وبأيدينا نجرح أعيننا حتى وصل الأمر للزّعم بأنّ في كلّ بَيْت سعودي داعِشياً، أرجوكم مع التقدير (كفاية)، فالأفكار الضالة غالبًا تزرع في الكهوف والدهاليز المظلمة!!. aaljamili@yahoo.com