انصب اهتمام الصحف البريطانية الصادرة الجمعة على الكشف عن هوية الجهادي جون الذي نفذ عددا من عمليات ذبح رهائن تنظيم الدولة الاسلامية. وتناولت الصحف عددا آخر من القضايا العربية بينها إعادة إعمار غزة. البداية مع افتتاحية صحيفة الاندبندنت التي جاءت بعنوان روح ضالة تكشف عن فجوة دينية وثقافية وتقول الصحيفة مع اتضاح التفاصيل عن خلفية محمد إموازي، الذي يعتقد أنه قاتل تنظيم الدولة الإسلامية الجهادي جون، من الصعب تجنب هذا الاحساس أن بريطاني شاب يشعر بالانفصال التام عن هذا البلد حتى أنه يفضل أن يعارض قيمه وشعبه بهذه الطريقة شديدة الوحشية. وتقول الصحيفة أنه يعتقد أن إموازي كان يعيش حياة ميسورة في غرب لندن، وأنه قدم إلى بريطانيا وهو في السادسة من العمر. وكان يرتدي ملابس عصرية أنيقة وتخرج في جامعة ويستمنستر حيث درس علوم الحاسب الآلي. كان على ما يبدو شابا عاديا. وترى الصحيفة إنه نظرا لحياته العادية، يبدو تحول إموازي إلى فتى الغلاف لعنف المتطرفين الإسلاميين ضد رهائن غربيين أبرياء أمرا يستعصي على الفهم. وتتسدرك الصحيفة أنه ليس حالة فريدة في التخلي عن الحياة في بريطانيا لقتل الآخرين في سوريا، حيث تشير تقديرات رسمية إلى أن نحو 600 بريطاني ذهبوا للقتال في سوريا والعراق. وتضيف أن حالة إموازي بارزة ضمن الكثيرين الذين سافروا للجهاد لأنه أصبح رمزا للازدراء الشديد الذي يكنه تنظيم الدولة الإسلامية لحياة معارضي قضيته. وترى الصحيفة ايضا أن مسار إموازي صوب التطرف مثير للاهتمام لمعرفة الأجهزة المخابراتية والأمنية به منذ عام 2009، والاعتقاد أن الملاحقات والمضاقيات التي لا داعي لها من قبل المخابرات اسهمت في احساسه بالعزلة والتهميش عن المجتمع. وتقول الصحيفة إنها أعدت تقريرا منذ خمس سنوات خلص إلى أن استراتيجيات الحكومة البريطانية لمكافحة الارهاب اثبتت اخفاقها بسبب مثل هذه المضايقات. وتقول الصحيفة إن نتائج الاستطلاع الذي اجرته بي بي سي عن آراء المسلمين البريطانيين يؤكد فكرة أن محاربة التطرف لا يمكن تركها للشرطة والمخابرات. وتضيف الصحيفة أن 20 بالمئة من المسلمين البريطانيين الذين استطلعت بي بي سي آراءهم يرون أن المجتمع الغربي الليبرالي لا يمكن أن يتماشى مع الإسلام يوضح مستوى مدمرا من الانعزال والانفصال، وأت التغلب عليه مهمة للمجتمع بأسره من المسلمين وغير المسلمين على حد سواء مهمة مئة عام ننتقل إلى ديلي تلغراف، حيث نطالع تقرير لديفيد بلير بعنوان مئة لإعادة إعمار غزة بعد حرب الخمسين يوما. وتقول الصحيفة إن إعادة إعمار قطاع غزة بعد العملية الاسرائيلية الموسعة التي دامت خمسين يوما الصيف الماضي ستستغرق قرنا وفقا لمعدلات التقدم الحالية، حسبما أشارت مؤسسة اوكسفام الخيرية. وتقول الصحيفة إن اسرائيل فرضت قيودا على دخول حديد التسليح والخرسانة إلى المناطق الفلسطينية، لأنها تقول إن حماس تستخدم هذه المواد لبناء أنفاق ومخابئ. ويقول بلير إنه سمح فقط بمرور 1677 شاحنة تحمل موادا للبناء إلى غزة في الفترة من نوفمبر/تشرين الثاني إلى يناير/كانون الثاني. وحسبما تقول أوكسفام، فإن غزة تحتاج إلى حمولة 800 ألف شاحنة لاصلاح الخسائر التي وقعت في العملية الاسرائيلية الصيف الماضي. وتضيف الصحيفة أنه في عملية الصيف الماضي دمر 16 ألف منزل أو اصبحت غير قابلة للعيش فيها. وتقول إن أوكسفام دعت السلطات الإسرائيلية للسماح بمرور المواد التي يحتاجها الفلسطينيون لإعادة إعمار غزة، حيتث تضطر الكثير من الأسر للعيش في منازل دون أسقف أو شبابيك او بجدران منتهدمة. الانتقام الكردي ننتقل إلى صحيفة التايمز التي جاءت افتتاحيتها بعنوان الانتقام الكردي: مؤشرات على أن الأكراد يقومون بالتطهير العرقي للعرب. وتقول الصحيفة إنه في الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية، لا يوجد سوى رابح واحد حتى الآن: فبسد الفراغ الذي تسبب فيه انسحاب القوات العراقية العام الماضي، زادت قوات البيشمركة الكردية من المناطق التي تسيطر عليها بنسبة 40 بالمئة. وبمساعدة الغطاء الجوي لقوات التحالف بزعامة الولايات المتحدة، تمكنت قوات البيشمركة من استعادة بلدة كوباني (عين العرب) السورية الاستراتيجية وحققت الكثير من الزخم صوب استعادة الموصل. وترى الصحيفة إن احدى نتائج ذلك هي زيادة الدعم الدولي لحلم الأكراد أن يكون لديهم دولتهم الخاصة. وتستدرك الصحيفة قائلة إن هذا الحلم لا يمكن أن يبنى فقط على القوة العسكرية، وتقول إن بناء هذ الدولة يحتاج إلى قاعدة أخلاقية، وإن هذه القاعدة مهددة. وتقول الصحيفة إن تقريرا لمنظمة هيومان رايتس ووتش يزعم أن قوات البيشمركة تضع آلاف العرب فيما يسمى بمناطق أمنية، وتمنع أعدادا أخرى من العودة لقراهم، أو تعطى الأكراد حق السكن في منازلهم.