أعلنت كييف أمس، بدء سحب الأسلحة الثقيلة من خطوط التماس على جبهة شرق أوكرانيا، في خطوة تمهد لتخفيف التوتر وإطلاق إشارة تنفيذ بقية مراحل اتفاق «مينسك - 2» للتهدئة، والذي أبرم في 12 الشهر الجاري. وقال الناطق العسكري أناتولي ستيلماخ: «باشرنا بأمر من الرئيس بيترو بوروشينكو وإشراف مراقبي منظمة الأمن والتعاون الأوروبية، المرحلة الأولى من عملية سحب أسلحتنا، وهي مدافع رابيرا من عيار مئة ملليمتر ستتراجع إلى مسافة 25 كيلومتراً من خط المواجهة». وكان الانفصاليون أعلنوا قبل يومين الشروع في سحب أسلحتهم، لكن كييف أكدت أنها لن تنفذ خطوة مماثلة قبل التأكد من «تطبيق وقف النار بالكامل». في غضون ذلك، دعت وزارة الخارجية الروسية أطراف الأزمة ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبية إلى ضمان تنفيذ اتفاق «مينسك - 2» بالكامل، لكنها انتقدت «مطالبة بعثة المراقبة الأوروبية طرفي الأزمة بتقديم معلومات كاملة عن تمركز الأسلحة ومساراتها وموعد سحبها وأماكن تخزينها»، مشيرة إلى أن المطلبين الأوكراني والأوروبي لم يُدرجا ضمن اتفاق مينسك. ولليوم الثاني، أعلن الجيش الأوكراني عدم سقوط أي من جنوده على خط الجبهة في الشرق، لكن قائد قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في أوروبا الجنرال الأميركي فيليب بريدلوف أصرّ على أن «الوضع لا يتحسن، ويسوء يوماً بعد يوم». واتهم روسيا برفع سقفها عالياً على الصعيد العسكري في شرق أوكرانيا، عبر نقل «أكثر من ألف عربة قتال وقوات ومئات من الدفاعات الجوية المتطورة جداً وكتائب مدفعية». واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن «تهديد الغرب بفرض عقوبات جديدة على موسكو يدل على أن واشنطن وبروكسيل لا تعملان لإنجاح اتفاق مينسك». وتابع: «يحاولون تأجيج هستيريا عامة، وتحويل الانتباه عن ضرورة تطبيق بنود الاتفاق. العالم يدرك تماماً أن لا هدنة مثالية، لكن منظمة الأمن والتعاون الأوروبية أكدت تراجع حدة المواجهات».