كشف متحدثون في منتدى جازان الاقتصادي أن إجمالي الإيرادات لحاملي رخص الاستغلال في مجال التعدين بلغ حوالي 18 مليار ريال، في حين وصل صافي الربح نحو 8 مليارات ريال سعودي. وشهد اليوم الثاني والأخير أمس ثلاث جلسات بعنوان (الثروة المعدنية في منطقة جازان)، الجلسة الأولى ترأسها خالد العوهلي نائب الرئيس للاستراتيجية والتخطيط والتطوير بشركة معادن، وتحدث خلالها سلطان شاولي وكيل وزارة البترول للثروة المعدنية عن (فرص الاستثمار التعديني في جازان والمناطق المجاورة). واستعرض المتحدثون خلالها استغلال الموارد المعدنية، باعتبارها جانبا هاما من جوانب تطوير وتنويع مصادر الدخل، وتقدم فرصا استثمارية مجزية للقطاع الخاص، وأوضحوا أن وزارة البترول والثروة المعدنية بذلت جهوداً كبيرة لتطوير الصناعة المعدنية من خلال مسوحات جيولوجية واعمال استكشاف في جميع مناطق المملكة. وقد أظهرت الدراسات توفر الرواسب المعدنية للمعادن الثمينة والفلزية والمعادن الصناعية، وأثبت القطاع الخاص أنه قادر على تحقيق عائدات كبيرة وارباح جيدة ومساهمة في التنمية الاقتصادية الشاملة في البلاد. وكشف سلطان شاولي وكيل وزارة البترول للثروة المعدنية، أن إجمالي عدد الرخص التعدينية سارية المفعول بنهاية عام 2014 بلغ حوالي 1,800 رخصة، فيما تم استغلال420 مليون طن. أما إجمالي الإيرادات لحاملي رخص الاستغلال فبلغ حوالي 18 مليار ريال، في حين وصل صافي الربح نحو 8 مليارات ريال سعودي في مجال التعدين. وتعتبر جازان من المناطق الهامة في مجال التعدين، ومن اهم خاماتها الملح الذي يوجد في قبب ملحية احداها قطرها 1 كم وعرضها 1500 متر، ومخزونها 30 مليون طن بتركيز 97٪ كلوريد الصوديوم، وهناك أيضا قبة الملح في رأس حسيس في جزيرة فرسان، ومن المعادن التي تم اكتشافها في جازان البوتاس والذي يمكن استخدامه كسماد، ورمل السيليكا في أم العرج جنوب شرق جازان، والحجر الجيري في أم العرج الذي تستغله شركة أسمنت المنطقة الجنوبية والجبس في قبة جازان، والدولوميت والرخام في منطقة الدرب شمال غرب جازان. وقد حجزت وزارة البترول والثروة المعدنية عشرة رواسب للأنشطة التعدينية مساحتها 227 كيلو متراً مربعا. وتطرق الدكتور عبدالله العطاس، الرئيس المساعد للشؤون الفنية في هيئة المساحة الجيولوجية الى (الدور التنموي لهيئة المساحة الجيولوجية في جازان). بعدها كانت الجلسة الثانية بعنوان (تحقيق الشراكة المجتمعية) وترأسها عبدالاله آل الشيخ، وتحدث محمد الشايع أمين أمانة منطقة جازان حول (مزيج بين الحديث والجديد). وبناء على توجيهات القيادة الحكيمة، ستقوم أمانة منطقة جازان بإنشاء مشروع رئيسي لتطوير ضاحية الملك عبدالله الجديدة، حيث يبدأ العمل في الإنشاء خلال تسعة أشهر، مبينا أن الضاحية تقع شمال جامعة جازان الحالية، وتقع جنوب شرق المطار الدولى وغرب طريق جازان صبيا الحالي، وجنوب الطريق الدولي الجاري إنشاؤه حيث تبلغ مساحة الضاحية 87.5 كيلو متر على سطح البحر الأحمر، وتوفر الضاحية فرصا نادرة لتطوير مدينة جازان الجديدة، حيث ستوفر فرصا فريدة للاستثمار والتطوير، كما تضم مساحات ضاحية الملك عبدالله العديد من المشاريع السكنية، ومنها 40 ألف وحدة سكنية ومشاريع سياحية وترفيهية ومراكز تجارية ومراكز أعمال ومراكز أبحاث وتقنية معلومات ومراكز خدمات رئيسية، وتأتي هذه المشاريع لما تتميز به جازان من أراض خصبة تملك مقومات تؤهلها لتصبح إحدى أهم المناطق سياحياً واقتصادياً في المملكة، حيث جمعت بين الجبال الشاهقة والشواطئ الساحرة والعقول النيرة والطاقات الشابة المبدعة. كما بين الشايع أن لأمانة منطقة جازان جهودا في تطوير البنية التحتية، وخلق بيئة جاذبة للاستثمار تنوعت بين الواجهات البحرية والمراكز الحضارية والمخططات الاستثمارية والمدينة الصناعية، وللاستثمار العديد من المؤشرات خلال السنوات العشر الماضية، حيث ارتفعت العقود الاستثمارية بنسبة 732% والإيرادات لأكثر من 714%. وتطرق رستم الكبيسي، مدير عام الهيئة العامة للسياحة والآثار بجازان لـ(أجمل مكان)، الى ما تزخر به منطقة جازان من الامكانات التي تؤهلها لأن تصبح أهم وجهات سياحة الشواطئ والسياحة البحرية والجبلية، مشيرا الى ان هناك 27 فندقا توفر 1300 غرفة فندقية و180 وحدة سكنية توفر 6 آلاف غرفة. وكشف أحمد القنفذي امين عام غرفة جازان في ورقة حول (المزايا النسبية ونماذج فرص الاستثمار في جازان) عن مشروع انشاء شركة للنقل البحري تعنى بالنقل البحري في كافة المجالات، وفق أحدث الوسائل الحديثة للنقل البحري للبضائع، وفتح مكاتب أو وكلاء للشركة في بعض الدول الإفريقية مثل جيبوتي وإثيوبيا. وركزت الجلسة الثالثة على (الاستثمار في المهارات والمؤهلات: صناعات متقدمة لوظائف مجزية)، وترأسها الدكتور محمد سعود البدر، الرئيس التنفيذي للشركة الكيمائية السعودية، وتحدث فيها أحمد الحميدان وكيل وزارة العمل للسياسات العمالية، وقدّم نبيل الدبل مدير عام التدريب والتطوير في ارامكو السعودية كلمة عن (الطلب على المهارات: قصة نجاح)، واستعرض الاستاذ الدكتور على العريشي عميد معهد البحوث والخدمات الاستشارية بجامعة جازان (دعامة من القدرة التنافسية الاقليمية)، أما معالي الدكتور علي الغفيص محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، فقدم رؤية متكاملة حول (شراكة في تأهيل الموارد البشرية)، وسلط الدكتور عبدالكريم النجيدي، نائب المدير العام التنفيذي في صندوق تنمية الموارد البشرية، الضوء على (الشباب السعودي والسعودة). ثم تحدث الدكتور ناجي بن حسن، المتحدث الرسمي، مدير البنك الدولي في منطقة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا للتجارة والتنافسية العالمية حول (جازان.. بوابة بين قارتين: آسيا وأفريقيا). وحظيت الجلسة الرابعة والأخيرة بشخصيات بارزة تحدثت عن (الاستثمار في المهارات وتنمية العنصر البشري)، وترأسها معالي الدكتور عبدالرحمن الجعفري، محافظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات سابقاً، وتحدث معالي المهندس عادل فقيه وزير العمل عن (تنمية الموارد البشرية)، وسلط معالي المهندس عبداللطيف العثمان، محافظ ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للاستثمار، الضوء على (دور المدن الاقتصادية في تنمية الموارد البشرية)، وتحدث المهندس خالد الفالح، رئيس أرامكو السعودية وكبير ادارييها التنفيذين عن (تجهيز القوى العاملة للمستقبل.. مسؤولية مشتركة). وتطرق الدكتور عابد السعدون وكيل وزارة البترول والثروة المعدنية لشؤون الشركات الى كلمة رئيسية بعنوان (نقاط ختامية). واختتمت أمس فعاليات منتدى جازان الاقتصادي 2015م برعاية وحضور صاحب السمو الملكي الامير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز امير منطقة جازان، وأقيم المنتدى تحت شعار شراكات استثمارية، وبحضور الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، ونحو 3 وزراء و500 شخصية اقتصادية سعودية وعالمية، على مدى يومين، بهدف جذب الاستثمارات وتبني المشاريع ذات الجدوى الاقتصادية والمبنية على الاحتياجات والموارد الحقيقية للمنطقة، بالتزامن مع إنشاء مدينة جازان الاقتصادية ومصفاة نفط جديدة بطاقة 400 ألف برميل يوميا. وشهد المنتدى الذي يقام للمرة الأولى بالمنطقة، معالي وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي، معالي المهندس عادل فقيه وزير العمل، معالي محافظ الهيئة العامة للاستثمار المهندس عبداللطيف بن أحمد العثمان، سعادة المهندس خالد الفالح، رئيس ارامكو السعودية وكبير ادارييها التنفيذيين، وعدد من قادة القطاعين العام والخاص، إضافة إلى نخبه بارزة من المستثمرين والمسؤولين بالقطاع الخاص يتقدمهم رئيس مجلس الغرف السعودية ورئيس غرفة الرياض الدكتور عبدالرحمن الزامل. وحظي منتدى جازان الاقتصادي الذي نظمته أرامكو السعودية بالتعاون مع إمارة جازان ووزارة البترول والثروة المعدنية بمشاركة الهيئة العامة للاستثمار وهيئة المدن الاقتصادية وغرفة جازان، والغرف السعودية باهتمام كبير.