انتقد معظم الإعلاميين عدم اضطلاع معظم القنوات الفضائية العربية والإسلامية بمسؤوليتها في التوعية بأحكام الحج والتعريف بالأنظمة التي وضعتها المملكة لهذه الشعيرة الهامة، وأوضحوا لـ «عكاظ» أن دور القنوات الفضائية في الاهتمام بالحج يقتصر على تغطية مجريات الحج من الناحية الخبرية فقط، وذهبوا إلى أن المسؤولية الاجتماعية لدى 90 % من القنوات الفضائية مغيبة تماما، وأنها لا تنقل سوى 50 % من حقيقة الواقع المعاش في الحج والجهود الجبارة التي تبذلها حكومة وشعب المملكة في الاهتمام بهذا الحدث الضحم، وتساءلوا لماذا لا تعد هذه القنوات خطة برامجية ذات مهنية عالية ليشاهدها الجمهور العريض الذي يتابع هذا الحدث العظيم؟ واعتبروا أن إعلام الحج يحتاج لخطة استراتيجية شاملة يخرج بها من التقليد إلى الابداع، في المقابل رأى البعض الآخر من الإعلاميين أن القنوات الإخبارية بالتحديد ليست معنية بالتوعية في الحج وانما بنقل الحدث فقط. وحول ذلك رأى الاعلامي محمد الراعي أن دور القنوات الفضائية العربية في الحج محصور في نقل المجريات اليومية للحج دون الاهتمام بتقديم برامج توعية للحجاج قبل موسم الحج، وقال قبل موسم الحج ذهبت إلى ماليزيا لانتاج حلقات من برنامج (رحلة العمر) ووجدت أن القنوات التلفزيونية الماليزية تساهم في توعية الحجاج قبل سفرهم بأشهر وتقدم برامج عن التعريف بالحج وكيفية أداء المناسك وطرق الاستعداد لهذه الفريضة والاجراءات النظامية التي يصبح من خلالها الحاج الماليزي نموذجا يحتذى به في النظام واتباع التعليمات، والنواحي الكفيلة بتيسيير الحج، واعتبر الراعي أن المسؤولية الاجتماعية لدى 90 % من القنوات الفضائية والعربية والإسلامية مغيبة تماما ويقتصر دورها على نقل أحداث الحج والتعليق عليه. من جهته، قال الاعلامي علي السبيعي الطابع الغالب على هذه القنوات هو الطابع التجاري ولقد اعتادت تغييب كل شيء حتى المناسبات الدينية، فهي تغيب تماما عن المشهد سنة كاملة ثم تعيد نفس البرامج بذات المشهد تقريبا من حيث زوايا التناول والشوارع ونفس الوجوه وربما ذات الضيوف، وتساءل أين دور القنوات الفضائية الحقيقي في التوعية بالحج وأحكامه؟ ولماذا لا تعد خطة برامجية تشمل حزمة برامج نوعية ذات مهنية عالية ليراها الجمهور العريض الذي يتابع هذا الحدث العظيم؟، ورأى أن توعية الحجيج مسؤولية يجب أن يضطلع بها الجميع، ويجب أن تكون هناك رؤية جديدة في التعامل مع حدث الحج والابتعاد عن التعامل معه بمنطق تغطية المؤتمرات، وقال من خلال تجربتي الإعلامية أؤكد أن وسائل الاعلام لا تنقل سوى 50 % من حقيقة الواقع المعاش للحج والجهود الجبارة التي تبذلها حكومة وشعب المملكة في الاهتمام بهذا الحدث الهام والضخم ولا أستثني الاعلام السعودي من ذلك، وأطالب كمشاهد أن أرى المشاعر كما هي عبر احترافية اعلامية غير تقليدية تعتمد على المهنية في نقل الخبر بمصداقية وموضوعية مع تقديم توعية مباشرة في تنمية الحس الاسلامي، فاعلام الحج يحتاج لخطة استراتيجية شاملة يخرج بها من التقليد إلى الابداع. أما المدير الاقليمي لقناة العربية في المملكة الاعلامي خالد المطرفي فقال بالنسبة لقناة العربية أخالفك الرأي فالقناة أذاعت جملة من البرامج التوعوية المكثفة بالتعاون مع الأجهزة المعنية مثل الدفاع المدني والجوازات والصحة والحج، ولم تتقاض القناة أي مقابل لهذه البرامج حيث أعدتها تطوعا، وحول التوعية بأحكام الحج قال القنوات الإخبارية بالتحديد ليست معنية بالتوعية وانما بنقل الحدث فقط. بدوره، رأى الاعلامي سعد القحطاني أن القنوات الفضائية تتحمل مسؤولية كبيرة في توعية الحجاج لأنها شريك رئيسي في موسم الحج، وذكر أن في وسع القنوات الفضائية إعداد برامج ارشادية عن الحج بدلا من التجاهل التام للحدث. ومن جانبها، قالت الاعلامية بدور الأحمد، الحاج والمشاهد العربي يلمس تجاهلا لا مبرر له إلا انسلاخ الكثير من هذه القنوات أو القائمين عليها من حسهم الانساني ومسؤوليتهم الاجتماعية والانسانية والوطنية تجاه الحجاج ورغم أن القائمين على شؤون الحج وبقيادة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل رئيس اللجنة المركزية للحج أطلقوا حزمة من البرامج والحملات التي تحث الراغبين في الحج على الحصول على التصريح واتباع الأنظمة كاملة إلا أن معظم هذه القنوات تجاهلت البرامج ولم تساعد على نشرها أو تقوم بتوعية الحجاج من تلقاء نفسها واقتصر اهتمامها على كيف تنقل الحدث أو بث برامج التوعية للحجيج بمقابل مدفوع.