وسائل النقل كثيرة ومتعددة، ومن الوسائل التي أثبتت كفاءتها منذ قرنين تقريبا، النقل بالقطارات سواء كان النقل للبضائع أو للمسافرين. وكان أول استخدام له في نقل البضائع في عام 1825م، وبعد خمس سنوات (عام1830م) تم افتتاح أول قطار بخاري لنقل الركاب في انجلترا. وانتشرت بعد ذلك الفكرة في أوربا وأمريكا انتشار النار في الهشيم، ثم في العالم أجمع. ومن الخطوط الحديدية المشهورة، خط سكة الحجاز (دمشق إلى المدينة) والذي أُنشيء في عام 1900م بطول 1320كم، وتم الانتهاء منه في ثماني سنوات فقط (عام 1908م)! وبين ذلك الزمن والوقت الحالي، لابد أن تكون الامكانيات التقنية والمعدات والكوادر الفنية قد تطورت تطورا كبيرا. وفي هذا المجال (السكك الحديدية) قد سمعنا كثيرا، أن هناك خططا متنوعة لربط الأجزاء المترامية الأطراف في مملكتنا الحبيبة من شمالها إلى وسطها، ومن شرقها إلى غربها، وقد تم الانتهاء من بعض هذه المشاريع. وهناك مشاريع لم تكتمل بعد؛ منها المشروع المسمى بالجسر البري، وهو الذي يربط ما بين العاصمة الرياض وجدة. وأعتقد أنه من فضول القول، أن نذكّر بالحاجة إلى وسيلة نقل مثل القطار، وأنها آمنة للمسافرين، وأنها مجدية اقتصاديا، فالعالم كله كما ذكرنا آنفا يستخدمها منذ قرنين من الزمن للتنقل بين المدن والقرى، وحتى بين الدول. والذي يؤكد على أهمية مشروع قطار الرياض جدة، أن المسافر برا عن طريق السيارة من الرياض إلى الطائف (خصوصا في عطلة نهاية الأسبوع والعطلات الرسمية)، يرى عددا مهولا من السيارات والشاحنات التي تعبر هذا الطريق ليلا ونهارا بلا انقطاع، ومن كثرتها وزحمتها تشعر وكأنك في طريق سريع داخل المدينة! ومن الأهمية أيضا، أن القطار سوف ينعش الحركة التجارية ونقل البضائع بين الرياض وجدة والمدن التي سيمر بها. ولعله يساعد أيضا على تنشيط السياحة في مصيف الطائف. ومن فوائده أيضا، أنه سوف يخفف الزحام عن طريق الرياض الطائف، مما يؤدي الى تقليل نسب الحوادث، وسينخفض عدد الشاحنات مما سيطيل العمر الافتراضي للطرق المسفلتة. أضف الى ذلك، أن تقليل عدد المركبات والشاحنات يساعد على إنقاص حجم الانبعاثات الغازية، وبالتالي المساهمة في حماية البيئة من التلوث، وغيرها من الفوائد كثير. السؤال المهم هو، متى يرى قطار الرياض جدة النور؟ لقد طال الحديث عن هذا القطار المنتظر (مشروع الجسر البري). وظهرت بعض الأخبار في الصحف تفيد أنه في طور الدراسة الاستشارية في الوقت الحالي، وهناك بعض أخبار تحدثت عن أن موعد نهاية المشروع هو 2014م!، وأخرى ذكرت أنه 2015م، وكم سنكون مبتهجين لو عرفنا الموعد الفعلي لتشغيل القطار للمسافرين، فالكثير منا يتمنى ويحلم بالسفر في ربوع البلاد عن طريق القطار، خصوصا إلى المشاعر المقدسة. وحاولت جاهدا أن أبحث عن جدول زمني للمشروع، ولكن معظم الأخبار التي تناولتها الصحف كانت مجرد توقعات ودراسات! ثم قمت بالبحث في الموقع الرسمي للشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)، وقد وجدت خريطة تبين خطوط السكة الحديدية في المملكة ولعدة مشاريع أخرى، وهي تحدد مسارات القطارات في كل المملكة، وهذا أمر حسن وجميل. وهناك أيضا بعض المعلومات الهندسية المفيدة في الموقع، ولكن أتمنى أن تُضاف إلى الخريطة معلومات مهمة جدا مثل؛ تاريخ بداية المشاريع ونهايتها. وما هي المرحلة التي وصل إليها كل مشروع؟ وكم بقي على انتهاء المشروع، والمسافة بالكيلومترات، وغيرها من المعلومات التي تطمئننا وتبعدنا على التكهنات والتوقعات والأخبار غير المؤكدة. وكم أتمنى أن يتحقق الحلم، بأن أسافر بالقطار من الشرق إلى الغرب مرورا بالطائف سائحا، فهل سيصبح الحلم حقيقة قريبا!