أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» أمس (الأربعاء) وعلى لسان أمينه العام الفرنسي غيروم فالكه أنه لن يقدم أي تعويضات مالية للأندية الأوروبية، التي تعتبر نفسها متضررة من إقامة مونديال قطر 2022 في فصل الشتاء، عوضاً عن الموعد التقليدي في الصيف، وذلك بسبب الحرارة المرتفعة في الخليج العربي. ويأتي موقف «فيفا» بعد أن قدّم فريق عمل كأس العالم برئاسة رئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ البحريني سلمان بن إبراهيم الخليفة توصية من الدوحة بإقامة نهائيات مونديال قطر 2022 في فصل الشتاء. وأكد فالكه في مؤتمر صحافي عقده في قطر، ورداً على الانتقادات القادمة بشكل خاص من إنكلترا وفرنسا وألمانيا، أنه «لن تكون هناك أي تعويضات مالية، هناك سبعة أعوام قبل النهائيات لأجل تنظيم الوضع». وترى الأندية الأوروبية، خصوصاً الإنكليزية بأنها ستتضرر مادياً وتنظيمياً من إقامة النهائيات في فصل الشتاء بسبب تغيير مواعيد البطولات المحلية والقارية، خصوصاً أن الأندية الإنكليزية تخوض محلياً ثلاث مسابقات، وهي الدوري والكأس وكأس الرابطة، إضافة إلى مسابقتي دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي «يوروبا ليغ»، وإقامة النهائيات بحسب اقتراح لجنة العمل في شهري تشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الأول (ديسمبر)، سيؤثر كثيراً على برنامج المسابقات وعلى المردود المادي للأندية. وأشار الرئيس التنفيذي للدوري الإنكليزي ريتشارد سكوادمور إلى أن كل الأندية الأوروبية الكبرى «خائبة جداً» للتوجه نحو إقامة المونديال في شهري نوفمبر وديسمبر. وقال عضو فريق العمل سكودامور إنه شعر بتخلي الاتحاد الأوروبي عن الأندية: «نعم خاب أملي جداً، نيابة عن كل الأندية الأوروبية وبالتحديد الأندية التي توفر معظم اللاعبين لكأس العالم». وقال سكوادمور: «إن الفترة المقترحة ستشكل إرباكاً كبيراً للدوري الإنكليزي، كان لدينا موقفاً ثابتاً طوال الفترة الماضية، وليس مثالياً للدوري أن يتم التوقف مدة ستة أو سبعة أسابيع». وأضاف: «الاتحاد الدولي حافظ على مواعيد بطولاته ولم تتأثر كأس العالم لديهم، حتى الاتحاد الأوروبي الذي اعتقد أنه خذلنا قليلاً، فقط ضغط بهذا الاتجاه كي لا يتأثر دوري الأبطال». من جهته، قال رئيس جمعية روابط البطولات الأوروبية المحترفة الفرنسي فريديريك تييريه: «إن الفترة المقترحة هي الحل الأسوأ للبطولات الأوروبية». وأضاف: «إذا تأكدت المواعيد سيكون الحل الأسوأ للبطولات الأوروبية التي من مهمتي الدفاع عنها. تخيلوا ماذا سيحصل في فرنسا مثلاً أو ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا. سنتوقف عن اللعب مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) بعد 13 أو 14 مرحلة من بداية الدوري. ثم سنستأنف اللعب بعد شهرين، وفي هذا الوقت سيتوقف اللاعبون عن المشاركة في الدوري، الأندية لا ترتفع عائداتها، جمهور كرة القدم محروم من البطولات المحلية، وقنوات التلفزيون غاضبة وتطالب بتخفيضات». وتابع تيرييه إنه على رغم عدم القدرة على خوض المونديال صيفاً في قطر إلا أن «رابطة الأندية والبطولات الأوروبية قدمت إلى الاتحاد الدولي في 13 كانون الأول (ديسمبر) الماضي دراسة متقدمة أجريت مع مصالح الأرصاد الجوية السويسرية أظهرت بأن كأس العالم بين 4 أيار (مايو) و4 حزيران (يونيو) ممكنة بشكل كبير في قطر. هذا يأخذ بعين الاعتبار درجة الحرارة، الرطوبة، قوة الشمس، ويؤكد بأن مونديال البرازيل 2014، أو بقية المونديالات الماضية في المكسيك والولايات المتحدة لم يتم تنظيمها في أوضاع مريحة أكثر. نثق كثير بهذا الحل الذي لم يعتمد لأسباب أجهلها». وأوضح أن «الفترة المقترحة تم الاتفاق عليها منذ فترة بعيدة. فيفا والاتحاد الأوروبي يحميان مصالحهما ولا أحد يحمي مصالح البطولات المحلية. أذكر بأن 75 في المئة من اللاعبين المشاركين في المونديال قادمون من البطولات الأوروبية». وحضر اجتماع لجنة العمل أول من أمس (الثلثاء) في الدوحة ممثلون عن الاتحادات القارية والوطنية على مستوى الدوريات والأندية، وممثلون عن الاتحاد الدولي لجمعيات اللاعبين المحترفين، واتحاد الأندية الأوروبية، واتحاد دوريات المحترفين في أوروبا، والأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث « قطر 2022» حسن الذوادي، وخبراء طبيين من قبل «فيفا». ويقترح فريق العمل انطلاق النهائيات في 26 تشرين الثاني (نوفمبر) على أن تختتم في 23 كانون الأول (ديسمبر). وفي حال اعتماد هذه المواعيد من الاتحاد الدولي ستتقلص مدة المونديال إلى أربعة أسابيع أي أقل بأربعة أيام من مونديال البرازيل 2014.