×
محافظة المنطقة الشرقية

عام / انطلاق برنامج تأهيل جامعيين متخصصين في المسؤولية المجتمعية بجامعة الملك عبدالعزيز

صورة الخبر

يزعجني مسلسل الاعتداءات المتصاعد بالقتل بين أفراد الأسرة الواحدة وتلك الأخبار التي تتداولها الصحف من وقت لآخر حول قتل شاب أحد والديه أو العكس؛ فكيف لأحن القلوب ببعضها أن تتحول إلى أعداء؟ وكيف لآباء لا ينتظر منهم سوى الحب والحنان والرعاية أن يُنهوا حياة فلذات أكبادهم، أو كيف لأبناء فطروا على حب آبائهم وسعادتهم لا تكتمل إلا بوجودهم، وتوفيق الله لا يحدث إلا برضاهم بعد رضا الله، أن يتخلوا عن تلك السعادة وعن ذلك الرضا والتوفيق في لحظة من ثورة المشاعر؟. إن حياتنا بكل تفاصيلها وبأحداثها وبنجاحاتها وفشلها وحتى مقدار تديننا هي نتاج وانعكاسات لتراكماتنا النفسية سواء كانت إيجابية أم سلبية، ولكن نحن في مجتمع يغفل ويتهاون تماماً بجانب العاطفة والمشاعر، ومعظم الجرائم والأحداث التي تحصل تصنف ضد مريض نفسي دون نظر في الأسباب والمسببات ثم يغلق ملفها دون حل وكأن القضية انتهت هنا، ولكنها في الحقيقة بدأت وستتكرر بنفس السيناريو أو بآخر. فالمريض النفسي الذي قتل خَلْفه مريضٌ أشد منه تسبب في مرضه بداية، وكل منزل فيه مريض نفسي هو بيئة خصبة لنشوء الجريمة؛ فإما أن يثور هو بسبب مرضه أو يثور صحيحٌ بسبب ذلك المريض. ولا ينبغي أن ننتظر تكرار مثل هذه الحوادث دون أن نقدم شيئاً، وعلى مصحاتنا النفسية التابعة لوزارة الصحة أن تدخل كل منزل، فمنازلنا تَغَصُّ بالتناقضات والتضادات الشديدة بين الآباء وأبنائهم، وهي زاخرة بعصرَيْن متفاوتَين وفكرَين متضاربَين واهتمامات وتوجهات متباينة تماماً، وأبناؤنا معظمهم لا يستطيع تخطي ذلك إلى أن تحدث حالة انقلاب وثورة نفسية لا يجيد معظمهم تجاوزها أو التغلب عليها أو التكيف معها، كما أن على وزاراتنا وكافة الجهات أن تعمل تحت منظومة واحدة لصنع إنسانٍ سويٍّ حتى نستطيع تفادي كثير من الجرائم على كافة الأصعدة.