×
محافظة المنطقة الشرقية

الكشافة يزرعون المانجروف في شواطئ ينبع

صورة الخبر

قبل أكثر من عشرين عاماً كنت ومجموعة من الزملاء نحرص على الاجتماع برفقة المخرج الأستاذ عبدالله المحيسن والذي كان وقتها صاحب التجارب السينمائية الوحيدة بالمملكة والخليج. كان المحيسن يتحدث عن رؤيته لمستقبل السينما في المملكة بتفاؤل كنا نستغربه كثيراً. وجاء نجاح تجاربه السينمائية عالمياً ليغري بعض الشباب السعوديين حينها على دراسة السينما في أمريكا لكنهم ضاعوا تحت وطأة النسيان في أروقة التلفزيون السعودي، وركنوا للوظيفة المريحة وأجلوا أحلامهم لصعوبة الواقع في ذلك الوقت. حين التقى وزير الثقافة والإعلام السابق الدكتور عبدالعزيز الخضيري بالمنتجين وصناع الإنتاج الإعلامي، كان من بين الحضور العديد من الأسماء السينمائية الشابة التي فاجأت الجميع بالتأهيل الأكاديمي العالي في هذا المجال، وظهر من خلال أطروحاتهم أنهم يحملون استراتيجية واضحة ومحددة لأهدافهم، بل إن معظمهم لديه تجارب مهمة في حياته العلمية لا نعلم عن معظمها. جمعية الثقافة والفنون وهي تتبنى مهرجان "أفلام السعودية" جعلت من أحلام وتفاؤل المحيسن واقعاً ملموساً، كما منحت للسينمائيين الشباب منصة يطلقون من خلالها أفلامهم وتجاربهم الملهمة. الحضور والأفلام المشاركة كانت أكبر من المتوقع، دشن من خلاله فرع الجمعية بالدمام بداية عهد جديد من التميز والمبادرات الجريئة التي بالتأكيد ستجعلها في مكانها الحقيقي في رسم الاستراتيجية الثقافية والاهتمام بفئة الشباب والتماشي مع متطلباتهم ورغباتهم. جمعية الثقافة والفنون لم تجعله مجرد مهرجان تعرض من خلاله بعض التجارب الشابة إنما أرادته نواة لمهرجان دوري محترم يؤسس لحراك ثقافي مهم وبناء صناعة سينمائية حقيقية، فكان أن جعلت التنافس على الأفلام وكتابة السيناريو من خلال لجنة حكم متميزة ومهمة ولها تجربتها الطويلة في المجال السينمائي وكتابة السيناريو مثل بسام الذوادي والسيناريست الإماراتي محمد حسن أحمد، وأرادت أن يكون مهرجاناً جدياً ونواةً لفعل حقيقي وصناعة احترافية واثقة لسينما سعودية. هذا المهرجان أعاد لجمعية الثقافة والفنون ريادتها في تبني الأنشطة والفعاليات الثقافية التي لها تأثير مباشر على الشباب السعودي، ولعل الحضور الكبير لفعاليات المهرجان من الشباب دليل واضح على ما تحمله السينما من تأثير كبير على الشباب وتأكيد على دور السينما الاجتماعي وأهميتها في التعاطي مع مشكلات المجتمع من خلال الرسائل الفنية التي تصل سريعاً للمشاهدين. والجمعية وهي تتبنى هذا المهرجان رغم كل ما تعانيه كأنها تؤكد على أن العمل الحقيقي سينجح مهما كانت المعوقات. نجحت الجمعية في صناعة تظاهرة فنية وطنية هي الأضخم بكل المقاييس في تاريخ الفن في المملكة، ورغم هذا النجاح، والحضور والتفاعل الجماهيري الكبير، إلا أن الجمعية ماتزال بحاجة إلى دعم القطاع الخاص لمشاريعها المستقبلية وبحاجة إلى إعادة النظر في استراتيجية الفعاليات الثقافية والشبابية. استمرار المهرجان للسنوات القادمة كفيل بأن يجعل من تفاؤل المحيسن بمستقبل مشرق لصناعة سينمائية سعودية حقيقة مؤكدة وليس مجرد أمنيات ومناسبات وقتية تتلاشى بسرعة.