فجرت طفلة تبدو في السابعة من العمر، قنبلة كانت تحملها في أحد أسواق مدينة بوتيسكوم الواقعة في شمال شرقي نيجيريا أمس، مما أدى إلى مقتل 5 أشخاص، حسبما أفادت مصادر متطابقة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول في الحماية المدنية بالمنطقة يدعى بوبا لاوان قوله إن «5 أشخاص قتلوا في الوقت نفسه مع الطفلة، ونقل 19 آخرون إلى المستشفى إثر إصابتهم بجروح متفاوتة». وقدر شهود عيان أن الفتاة تبدو في سن السابعة من العمر، علما أنها ليست الأولى التي تقتل عبر تنفيذ عمليات انتحارية في نيجيريا. وتعد عملية أمس ثاني عملية انتحارية في السوق نفسها التي يتم فيها بيع هواتف نقالة جديدة ومستعملة وتصليحها. وكان الهجوم الأول نفذ في 11 يناير (كانون الثاني) الماضي عندما فجر انتحاريان أحدهما في الخامسة عشرة نفسيهما أمام السوق. وأسفر الانفجار حينها عن 6 قتلى و37 جريحا، وكان نسب إلى جماعة بوكو حرام المتشددة. وأفاد حراس أمنيون وعناصر الحماية المدنية أنهم حاولوا منع الفتاة من دخول السوق أمس. وقال لاوان «لقد أرجعنا الطفلة 4 مرات لأنه لم يبد لنا أن لها عملا في السوق بالنظر إلى عمرها». وأضاف «منذ التفجيرات الانتحارية في يناير منعنا النساء من دخول السوق لمنع وقوع مزيد من التفجيرات». ويسلط هجوم أمس الضوء على التحديات الأمنية التي تواجهها نيجيريا قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستجري في 28 مارس (آذار) المقبل. ومنذ عام 2009 أوقع تمرد «بوكو حرام» وقمع القوات النيجيرية له، أكثر من 13 ألف قتيل وتسبب بتهجير 1.5 مليون شخص في نيجيريا. وكان زعيم «بوكو حرام» أبو بكر شيكاو توعد في فيديو بإفشال العملية الانتخابية في البلاد. وتم إرجاء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة أصلا في 14 فبراير (شباط) الحالي، 6 أسابيع حتى 28 مارس المقبل من أجل السماح للجيش بتركيز هجماته على المجموعة المتشددة. وأقر الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان في حديث لصحيفة محلية نشر أمس بأنه «استهان» بجماعة بوكو حرام. وقال جوناثان لصحيفة «ذيس داي» النيجيرية الخاصة «على الأرجح في البدء (تمرد المجموعة المتشددة) أبدينا، أعني أنا شخصيا وفريقي، استهانة بقدرات بوكو حرام». وأضاف جوناثان المرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة «تزامنا مع الانتخابات التشريعية أدلى الكثير من المسؤولين الأمنيين بتصريحات» قللت من خطر «بوكو حرام» وهذا يدل على أنهم استهانوا بقدراتها. ولم تقدم السلطات أي أرقام عن كثير القوات التي تحارب المتشددين. وبحسب جوناثان حصل الجيش مؤخرا على أسلحة جديدة وذخائر لمحاربة «بوكو حرام» وسيقبض قريبا على أبو بكر شيكاو. وقال: «إن شاء الله سنعتقل شيكاو قبل الانتخابات. لا نقول إنه علينا القضاء على (بوكو حرام) لتنظيم الانتخابات لكن علينا أن نتحقق من عدم تمكن الجماعة من التسبب بأضرار إذا حاولت إفشالها». وأضاف «أعتقد أنه عند تنظيم الانتخابات في 28 مارس بمشيئة الله لن تتمكن (بوكو حرام) من الهجوم على أي مدينة». وتوافقت نيجيريا وجيرانها تشاد والنيجر والكاميرون وبنين مطلع الشهر الحالي على تشكيل قوة متعددة الجنسية من 8700 جندي للتصدي للمتشددين. وتريد أن تطرح مع نهاية الشهر الحالي مشروع قرار أمام مجلس الأمن الدولي في هذا المعنى. وأمس، قال رئيس النيجر محمدو ايسوفو «نطلب من فرنسا أن تضع كل ثقلها لتبني هذا القرار سريعا»، مؤكدا أن «فرنسا تساعدنا». ورد وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس، إن «فرنسا ستدعم هذا الطلب تماما». ودعا فابيوس أمس نيجيريا إلى التزام «كامل» ضد متشددي بوكو حرام، وذلك خلال زيارة قام بها إلى نيامي أمس في إطار جولة في وسط أفريقيا. وكرر فابيوس في مؤتمر صحافي في عاصمة النيجر غداة توجهه إلى العاصمتين التشادية والكاميرونية أن «من الضروري أن يكون هناك التزام كامل لنيجيريا في التصدي لـ(بوكو حرام)». وقال الوزير الفرنسي إن «شمال شرقي نيجيريا بعيد جدا من أبوغا ولاغوس وهو قريب جدا جغرافيا من تشاد والكاميرون والنيجر»، واصفا الالتزام النيجيري ضد بوكو حرام بأنه «حيوي».