تستضيف مدينة صلالة العمانية أعمال المؤتمر الدولي للمتنزهات والمواقع الأثرية في نسخته الثانية، وتنطمه السلطنة ممثلة بمكتب مستشار السلطان للشؤون الثقافية. ويشارك في المؤتمر الذي يختتم اليوم، مجموعة من العلماء والمسؤولين التنفيذيين من منظمة اليونسكو ومن المجلس الدولي للمعالم والمواقع في باريس ومن مؤسسات علمية وأكاديمية عالمية مختلفة مهتمة بالتراث الثقافي العالمي والمتنزهات الأثرية، إضافة إلى المؤسسات العُمانية الثقافية والعلمية المتخصصة. وتناقش 26 ورقة عمل التجارب الدولية في حماية وإدارة مواقع التراث العالمي عموماً ومتنزهات التراث العالمي خصوصاً، وإبراز دورها في الحفاظ على أصالة هذا التراث بأبعاده الوطنية والدولية وحماية الموارد الثقافية والطبيعية في المشهد الأثري خدمة للمجتمعات المحلية. وصرّح نائب رئيس فرع المجلس الدولي للمواقع والمعالم في السلطنة الدكتور سعيد بن ناصر السالمي أن المؤتمر يهدف الى الاستفادة من التجارب الدولية في تطوير المواقع الأثرية وتلك المدرجة في قائمة التراث العالمي، مشيراً إلى أنه عرض بعض التجارب العمانية في هذا المجال لتوسيع نطاق المشاركة والتواصل بين المعنيين والمختصين في إدارة التراث الثقافي، إضافة الى مناقشة ما تقدمه المتنزهات الأثرية من وسائل للزوار، كالمتاحف والخدمات المرافقة لها. وأكدت وزيرة التربية والتعليم في السلطنة أن نتائج هذا المؤتمر ومقرراته ستنعكس إيجاباً على العاملين في هذا المجال الحيوي وتعزز تطوير أعمال الحفريات وآليات إعادة إعمار المواقع الأثرية من خلال عمليات الترميم وصون التراث، كما ستساهم في نشر الوعي بضرورة الحفاظ على المواقع الطبيعية. وعبّرت نائب مدير قطاع التراث في اليونسكو الدكتورة متشدال روزلر عن تطلعها لتعزيز التعاون في المجال الثقافي مع عمان وخصوصاً في مجال الحفاظ على الإرث الأثري، مشيراً إلى ان المؤتمر يجمع خبراء التراث من مختلف أنحاء العالم في السلطنة حيث تعتبر المواقع الأربعة المسجلة ضمن مواقع التراث العالمي لأرض اللبان شاهدة على عملية تجارة اللبان الذي يعتبر مادة تجارية فاخرة في العالم القديم والعصور المتوسطة في البحر المتوسط والبحر الأحمر وصولاً إلى بلاد ما بين النهرين. وعلى هامش المؤتمر، أقيم مهرجان لتبيان مراحل حصاد اللبان في موقع وادي دوكة جهزت فيه 12 خيمة تقليدية تجسد البيئة القديمة لإنتاج محصول اللبان ليتعرف الزائر بصورة مباشرة على الممارسة التقليدية لعملية الحصاد، إضافة إلى عرض حي للمنتجات السعفية التي تستخدم منذ القدم في إنتاج محصول اللبان بوجود أسر عدة شاركت في عملية تنقيته وتقسيمه وفق اللون والتكوين وكيفية تجهيزه للتصدير عبر القوافل التجارية القديمة.وفي أجواء احتفالية شارك فيها رجال ونساء من المجتمع المحلي في محافظة ظفار، قدمت أرضية المهرجان بيئة خاصة بالحيوانات كالإبل والماعز وكيفية استخدام منتجاتها الى جانب ركن آخر يختص بتجهيز الأكلات القديمة التي كان يعتمد عليها منتجو محصول اللبان اضافة الى تقديم بعض الفنون التقليدية. يذكر أن مكتب مستشار السلطان للشؤون الثقافية نفذ العام الماضي تجربة لإنتاج محصول اللبان في محمية أشجار اللبان بوادي دوكة، شملت أربع مراحل في فترات متفرقة باستخدام الطرق التقليدية النموذجية المتبعة لإنتاج اللبان قديماً في مواسم محددة.