من مشعر منى الذي يكتسي حلة روحانية عالية، تتجدد كل عام، ويتنفس عبقا إيمانيا خالصا، أكتب هذه الكلمات مرتديا ملابس الإحرام، لتأدية مناسك الحج، متوجها صوب صعيد عرفات حيث يصادف اليوم الاثنين الوقوف بعرفة، والكل متجه شطر عرفات في مشهد مهيب بحجاج قدموا من كل حدب وصوب. ما ينبغي الالتفات إليه حقا الاهتمام الكبير الذي يحظى به ضيوف الرحمن وحرص الجهات الحكومية المشاركة على راحة هذا العدد الهائل من الحجاج وسلامتهم، وتسخير كافة الإمكانات من أجل تسهيل أداء مناسكهم بكل راحة وطمأنينة، وانسيابية حركتهم دون عناء أو زحام أو مشقة أو احتكاك أو إصابات أو ضرر. إن المشاريع العملاقة بتكلفتها المالية والتي نفذتها حكومة المملكة في مكة والمشاعر مثل جسر الجمرات وتوسعة المسعى ومطاف الحرم، وقطار المشاعر وغيرها ذللت الصعاب ويسرت الحج وصار الناس يقارنون بين صعوبة الحج في الماضي وما أصبحنا عليه من يسر وسهولة. إن من واجبنا ان نشكر الجهات المشاركة خصوصا وزارة الداخلية ووزارة الصحة وهيئة الهلال الأحمر ووزارة الحج على جهودهم المتناغمة والمتواصلة مع بعضهم لتسهم في مجملها في خروج موسم الحج بالصورة المميزة أمنياً وصحياً وتنظيمياً.