لندن: «الشرق الأوسط» ازدحمت شوارع وسط دمشق عشية عيد الأضحى على الرغم من حالة الاستنفار الأمني، وذلك بعد ساعات من إنذار صدر عن كتائب مقاتلة في جنوب دمشق، دعا المدنيين في المناطق السكنية المحيطة بالمقرات الأمنية، إلى إخلاء منازلهم، لأنهم «سيمطرون سماء دمشق بالصواريخ وقذائف الهاون» في مهلة انتهت عند الساعة الثانية عشرة من ظهر أمس. وبحسب سكان في شارع الحمرا فإن الأسواق ومنذ يوم الخميس تزدحم بالناس حتى ساعة متأخرة من الليل، وكذلك هو الحال في أسواق القصاع والشعلان والعفيف والشيخ محيي الدين والميدان، ولم يشهد أمس أي تراجع في حركة الناس، كما لم تسجل أي حالة إخلاء للمنازل في محيط المقرات الأمنية. وبحسب أحد سكان حي الخطيب بالقرب من أحد أكبر المقرات الأمنية وسط العاصمة، فإنه «لا مكان لسكان دمشق ينزحون إليه لأنها بالأساس باتت منطقة نزوح من الريف الساخن». أما رامي ويسكن في حي العدوي، فسأل عما إذا كانت القذائف التي نزلت على أحياء القصاع والشعلان خلال اليومين الماضيين تحتسب ضمن مهلة الإنذار. وقال: «اعتدنا هذا النوع من التهديدات والتحذيرات والإنذارات، كما اعتدنا إمطار سماء دمشق بالقذائف، كل يوم هناك قذائف، لا جديد بهذا البيان». واستغرب شاب آخر اهتمام وسائل الإعلام بالبيان. وقال إنه سمع به من الإعلام وبعد انقضاء المهلة «وهو ليس جديدا أبدا». وجاء في البيان المسجل الذي بثه ناشطون على شبكة الإنترنت، فجر يوم أمس: «نظرا لما تعانيه المنطقة الجنوبية من حصار مميت وهجمة همجية شرسة وبناء على ذلك نوجه إنذارا أخيرا خلال مدة أقصاها الساعة الثانية عشرة ظهرا من يوم الأحد الموافق 13 - 10 – 2013، ونهيب بالإخوة المدنيين إخلاء المناطق السكنية المحيطة بالأفرع الأمنية وتجمعات الشبيحة لأننا سنمطر سماء دمشق بالصواريخ وقذائف الهاون». ويظهر في التسجيل المصور للبيان عدد من المقاتلين وأمامهم ثلاث قذائف هاون، وتلا أحدهم البيان، محذرا: «يستطيع النظام تفادي هذا الأمر بفك الحصار عن جنوب دمشق ومعضمية الشام وإلا فالخبر ما ترون لا ما تسمعون». وبحسب ناشطين سقطت صباح أمس وقبل انتهاء المهلة التي حددها البيان خمس قذائف هاون على أحياء شرق دمشق، التي لوحظ فيها حالة استنفار أمني كبير عند حواجز شارع بغداد. وكان الجنود على الحواجز يتفحصون هويات المارة مع تفتيش دقيق للسيارات. كما لوحظت زيادة عدد العناصر على حواجز ويحمل بعضهم قناصات، كما لوحظ انتشار جنود مسلحين بلباس مدني يتجولون في الأسواق، مع جنود بلباس عسكري وبالعتاد الكامل. ويأتي هذا الإنذار من الكتائب المقاتلة في جنوب دمشق بهدف فك الحصار عن المناطق المحاصرة بريف دمشق، حيث تعاني آلاف العائلات من الجوع، بعد ساعات من نجاح منظمة الهلال الأحمر السوري بالتوصل إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق نار جزئي ريثما يجري إجلاء العائلات العالقة هناك.