استمرت الصحف الأميركية في تناولها تنظيم الدولة الإسلامية من زوايا مختلفة حيث نشرت مقالات عن مخاطر نسب "الإرهاب" إلى دين معين، وعن عمل الاستخبارات وقت التهديدات الكبيرة، ومقارنة تنظيم الدولة بالنازيين. ونشرت واشنطن بوست مقالا لريتشارد كوهين يقول فيه إن الرئيس الأميركي باراك أوباماعلى صواب فيما ذهب إليه من عدم ربط ما يمارسه تنظيم الدولة من "إرهاب" بالإسلام، مضيفا أن جوهر هذه الممارسة يمكن أن يوصف بـ"فاشية". وقال أيضا إن الجدل الأكاديمي، الذي يحاول إقناع الناس بأن ممارسات التنظيم تصدر عن فكر إسلامي، أمر غير مفيد في هذه الظروف حتى إذا صدقت الحجج الأكاديمية. من جهة أخرى، أشار الكاتب إلى أن تنظيم الدولة يرغب في جر الولايات المتحدة إلى حرب برية يختلف تقييم النصر فيها من قبل التنظيم عن تقييم أميركا، إذ يعتقد التنظيم أن النصر يتطابق مع الاستشهاد ومن غير المهم النتائج النهائية للحرب، وهذا أمر يجب ألا تنجر إليه واشنطن وأن أوباما على صواب أيضا في تردده في خوض حرب برية والاقتصار على الضربات الجوية مهما كان تواضع نتائجها وبطء تأثيرها. " بيني أفني: هناك أعمال إبادة وانتهاكات واسعة جرت في العالم -كمبوديا ورواندا وكوريا الشمالية وغيرها- لكن جميعها لا يمكن مقارنته بما نفذه النازيون باستثناء ما يقوم به تنظيم الدولة " الاستخبارات والإرهاب ونشرت واشنطن تايمز مقالا لمسؤول الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) السابق مارتن بيترسن يقول فيه إن هناك أسئلة ترتبط بشكل وثيق بعمل الاستخبارات في الحرب على"الإرهاب" نادرا ما تمت مخاطبتها، وهي: المهمة الموكلة لرجال الاستخبارات، وقواعد ممارستهم لإنجاز المهمة، وهامش التسامح مع المخاطر. وأوضح أن الإجابة على هذه الأسئلة هي مهمة السياسيين وصناع القرار، وأنها تؤطر عمل رجال الاستخبارات، وتعرّف ما هو مقبول وما هو مرفوض من ممارساتهم، وأن التوضيح الدقيق للقواعد المتغيرة للممارسة يجب أن يتفق عليه الجميع، وأن يتم تقييم ممارسات رجال الاستخبارات على ضوء هذه القواعد والإجابات على الأسئلة المذكورة. وأشار إلى أن التركيز على الأمن سيجعل رجال الاستخبارات أكثر ميلا لانتهاك الخصوصية، والتركيز على الخصوصية سيقيد عملهم المتصل بجمع المعلومات ومنع وقوع "الأعمال الإرهابية"، ودعا أفراد المجتمع إلى فهم ذلك والتعايش مع القيود التي تفرضها ظروف الحرب على"الإرهاب". قناعات فكرية أما مجلة نيوزويك فقد نشرت مقالا يتساءل عن صحة المقارنة بين تنظيم الدولة والنازيين. وقال كاتبه بيني أفني إن الصعود السريع لتنظيم الدولة وطموحه التوسعي واستعداده لقتل أي شخص يتجرأ على معارضته دفع كثيرين إلى التفكير في الحرب العالمية الثالثة. وأضاف الكاتب أن هناك أعمال إبادة وانتهاكات واسعة جرت في العالم -كمبوديا ورواندا وكوريا الشمالية وغيرها- لكن جميعها لا يمكن مقارنتها بما نفذه النازيون باستثناء ما يقوم به تنظيم الدولة نظرا إلى أن الاثنين يمارسان القتل وأعمال الإبادة بشكل منظم ومنهجي ويعتمد على قناعات فكرية بأن ما يقومون به من الفضائل. ونقل أفني عن الأكاديمي بجامعة برنستون كبير المتخصصين في شؤون تنظيم الدولةبيرنارد هيكل قوله إن ما يميز تنظيم الدولة عن النازيين أن أتباع التنظيم لا يقدسون قيادتهم ولا يؤمنون بما تسمى "عقيدة عبادة الشخصية"، ورغم ذلك قال أفني إن التنظيم والنازيين يذكروننا "بهشاشة حضارتنا".